{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ABDELMESSIH67
عضو رائد
المشاركات: 2,348
الانضمام: Jul 2003
|
تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية
( 4 4 )
عزيزي الفاضل ختاما أسمح لي أوضح نقطة معينة رأيتها في مداخلتك تعليقا على هذه النبوءة
لقد ذكرت سيادتك الآتي :
أقتباس من سواح :
---------------------------------------------
من ناحية اخرى يتحدث اشعياء عن ( مسيح الرب ) قورش الفارسى , وفى حديثه ليس هناك اى نبؤات وانما وصف وسرد لاحداث كانت فى زمن اشعياء فيقول عن قورش انه راعى الرب الذى يتمم مسرة الرب , وان الرب يمسك بيمينه ويجعله يفتح الامم ويؤيده
---------------------------------------------
عزيزي الأمبراطور كورش لم يكن معاصرا للنبي أشعياء لقد جاء كورش بعد نبوة أشعياء
بحوالي 150 عاما فالنبي إشعياء النبي دون سفره نحو القرن الثامن ق.م. و استغرقت خدمة إشعياء نحو ستين سنة عاصر فيها أربعة ملوك كان آخرهم حزقيا الملك المُصْلِح. أرسل الله إشعياء، في الدرجة الأُولى إلى مملكة يهوذا، إلا أن رسالته شملت مملكة إسرائيل في الشمال أيضاً.
عاش إشعياء إبان الحرب الأهلية التي نشبت بين إسرائيل ويهوذا خلال الفترة الواقعة بين عامي 734 و 732 ق.م. وشهد دمار إسرائيل على يد جيش أشور في سنة 722 ق.م. ولم يغب عن بال إشعياء الدرس الأليم الذي أسفر عن سقوط إسرائيل، فاستغله لتشجيع حزقيا على الاتكال على الله، فأنقذ الله يهوذا من قوات ملك أشور الرهيبة إذ أصابهم بالوباء فقضى على معسكراتهم. كذلك، تطلع إشعياء بعين النبوءة إلى ما وراء عصره. إلى حقبة السبي والخلاص الذي أعده الله لشعبه.
أما كورش الأمبراطور الفارس العظيم فقد عاش في الفترة بين عام 580 – 529 ق . م .
و أليك نبذة عن حياته من خلال الروابط التالية :
نبذة عن حياة قورش أمبراطور فارس
http://www.oznet.net/cyrus/cyframe.htm
Cyrus (580-529 BC) was the first Achaemenian Emperor. He founded Persia by uniting the two original Iranian Tribes- the Medes and the Persians. Although he was known to be a great conqueror, who at one point controlled one of the greatest Empires ever seen, he is best remembered for his unprecedented tolerance and magnanimous attitude towards those he defeated.
When he conquered Babylon, he did so to cheers from the Jewish Community, who welcomed him as a liberator- he allowed the Jews to return to the promised Land. He showed great forbearance and respect towards the religious beliefs and cultural traditions of other races. These qualities earned him the respect and homage of all the people over whom he ruled.
http://www.apologeticspress.org/rr/rr1996/r&r9612b.htm
Cyrus the Great, king of Persia, is mentioned twenty-two times in the Old Testament—an evidence of his prominence in the biblical scheme of things in those declining days of Judah’s history. When Cyrus overthrew the Babylonian regime in 539 B.C., he was disposed quite favorably toward the Jews. Ezra 1:1-2 reads as follows:
Now in the first year of Cyrus king of Persia, in order to fulfill the word of Jehovah by the mouth of Jeremiah, Jehovah stirred up the spirit of Cyrus king of Persia, so that he sent a proclamation throughout all his kingdom, and he also put it in writing, saying, Thus says Cyrus king of Persia, Jehovah, the God of heaven, has given me all the kingdoms of the earth, and He has appointed me to build Him a house in Jerusalem, which is in Judah.
و حتى السيد توماس بين أكد على ذلك و قال الآتي من المقالة التي عرضتها لنا
أقتباس من توماس بين :
---------------------------------------------
Isaiah lived, the latter part of his life, in the time of Hezekiah, and it was about one hundred and fifty years from the death of Hezekiah to the first year of the reign of Cyrus, when Cyrus published a proclamation, which is given in Ezra i., for the return of the Jews to Jerusalem.
---------------------------------------------
عزيزي سواح عذرا للأطالة
و منتظر تعليقاتك
ولك السلام و التحية
عبد المسيح
|
|
09-21-2004, 01:18 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
ABDELMESSIH67
عضو رائد
المشاركات: 2,348
الانضمام: Jul 2003
|
تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية
( 1 2 )
عزيزي الفاضل سواح , الأخوة و الأصدقاء الأعزاء
كيف حالك سيدي الفاضل , يبدو أنك قد انشغلت عن هذا الموضوع الشيق الدسم
و لكن لا بأس سأواصل الحوار حتى و لو كان مع نفسي لأن موضوع نبوات السيد المسيح
في العهد القديم فيه فائدة كبيرة و أول مرة أتعرض له من وجهة النظر اللادينية أو اليهودية
و هذا الموضوع سيكون فيه فائدة كبيرة لكل القراء .
ننتقل الآن للنبوءة السادسة
أقتباس :
---------------------------------------------
23 و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا
لا توجد اى اشارة او تلميح فى جميع كتب العهد القديم تذكر مدينة الناصرة او تذكر تنبأ عن سكن المسيح فى تلك المدينة !!
--------------------------------------------
الناصرة كمدينة لم تذكر في العهد القديم بوضوح ( كبيت لحم ) مثلا في سفر ميخا
و لكن ذكرت في عدة مواقع( حوالي ستة) المرادف الأصلي الذي أشتقت منه كلمة ناصرة
عزيزي المرادف الأصلي لكلمة ناصرة هو بالعبرية كلمة ( نتذر ) و منها جاءت ( ناذرز ) التي تترجم بالعربية الى الناصرة و راجع من فضلك القاموس الأنجليزي العبري :
1. The Hebrew word for Nazereth is Netzer - meaning a branch or shoot
2. Jesus was a stem of the root of Jesse (David's father) - a rightful heir to the throne of David
The meaning of Nazareth
Origin: Biblical
Meaning: Separated, crowned, sanctified.
Sprout , shoot , branch .
و التعريفات الآتية من موقع السلطة الوطنية الفلسطينية وفقا للقواميس و المصطلحات .
http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town11.html
لم يتغير اسم مدينة الناصرة منذ عرفت في التاريخ ، وعلى الرغم من ذلك ، تعددت الآراء حول تسميتها وما تحمله من معان . فيقال أنه قبل ظهور السيد المسيح عليه السلام ، كانت تدعى باسم ( أم المغر ) [U][SIZE=4] أما " دين فرر " فيقول عن معنى كلمة الناصرة : " سميت ناصرة أو غصنا لكثرة غاباتها ونضارة أغصانها " ويقول ( مرل ) إن اسم الناصرة مأخوذ من جبل النبي سعين الواقف فوقها كالحارس. ويرجح أسعد منصور مؤلف " تاريخ الناصرة ". هذا الرأي ، خصوصا وان الناصرة هي مؤنث ناصر في العربية وهو الجبل الذي علوه ميل، كما أن بعض الكتاب الغربيين حاول إيجاد معنى للكلمة
( الناصرة ) فقال بعضهم: إن معنى ناصرة نذير ، ودعي يسوع ناصريا لأنه كان نذيرا .
( يتبع )
|
|
09-28-2004, 10:40 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
ABDELMESSIH67
عضو رائد
المشاركات: 2,348
الانضمام: Jul 2003
|
تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية
( 2 2 )
و الموقع التالي يتكلم عن أصول كلمة nazerene أو nazareth
http://www.ebts.edu/tmcdaniel/Nazareth.pdf
the second word from which some scholars would drive nazerene
sprout , shoot , branch
the congate of arabic
نضر و منها جاءت كلمة نصري أو ناصري بمعنى : غصني .
و أيضا في القاموس الأنجليزي تجد الآتي حول معنى كلمة ناصرة nazareth
nazareth
separated, generally supposed to be the Greek form of the Hebrew _netser_, a
"shoot" or "sprout." Some, however, think that the name of the city must be
connected with the name of the hill behind it, from which one of the finest
prospects in Palestine is obtained, and accordingly they derive it from the
Hebrew _notserah_, i.e., one guarding or watching, thus designating the hill
which overlooks and thus guards an extensive region
ووفقا لهذا التعريف ( الغصن ) جاءت النبوات الموجودة في العهد القديم التي
تتكلم عن المسيح ( الغصن ) أو المسيح
( النتذر ) و عندما سكن السيد المسيح في الناصرة سماه اليهود يسوع الناصري أو يشوع أنذاري أو بمعنى آخر يسوع الغصن .
و جاءت هذه النبوات في الآتي :
أشعياء 4 : [U] 2فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ غُصْنُ الرَّبِّ بَهَاءً وَمَجْداً وَثَمَرُ الأَرْضِ فَخْراً وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 3وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي يَبْقَى فِي صِهْيَوْنَ وَالَّذِي يُتْرَكُ فِي أُورُشَلِيمَ يُسَمَّى قُدُّوساً. كُلُّ مَنْ كُتِبَ لِلْحَيَاةِ فِي أُورُشَلِيمَ.
أشعياء 11 : وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى [U] وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ 2وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ 4بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ. 6فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعاً وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. 7وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعاً وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْناً. 8وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوانِ. 9لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْداً.
أرميا 23 : 5 [U] هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. 6فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا.
أرميا 33 : 14هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ الْكَلِمَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَإِلَى بَيْتِ يَهُوذَا. [U] 15فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ فَيُجْرِي عَدْلاً وَبِرّاً فِي الأَرْضِ. 16فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً وَهَذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ الرَّبُّ بِرُّنَا .
زكريا 3 : [U] لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي الْغُصْنِ . 9فَهُوَذَا الْحَجَرُ الَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هَئَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ الأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 10فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ الْكَرْمَةَ وَتَحْتَ التِّينَةِ .
زكريا 6 : 12وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: [U] هُوَذَا الرَّجُلُ الْغُصْنُ اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. 13فَهُوَ يَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ وَهُوَ يَحْمِلُ الْجَلاَلَ وَيَجْلِسُ وَيَتَسَلَّطُ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَيَكُونُ كَاهِناً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَتَكُونُ مَشُورَةُ السَّلاَمِ بَيْنَهُمَا كِلَيْهِمَا.
فكما ترى فأن مدينة الناصرة لم تذكر في العهد القديم لكن كافة النبوات ذكرت ان المسيح المنتظر
سيكون ( غصن ) للبر و العدل و هي المرادف الذي جاء منه أسم مدينة الناصرة .
ولك السلام و التحية
عبد المسيح
|
|
09-28-2004, 10:45 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
سواح
عضو فعّال
المشاركات: 99
الانضمام: Apr 2004
|
تلفيق النبؤات : كيف لفق كتبة الاناجيل نبؤات تتنبأ عن يسوع رغم انف النصوص اليهودية
عزيزى عبد المسيح
فى النبؤة الخامسة والتى وافقتنا ان بعض تفاصيلها تنطبق على قورش الفارسى واختلفت معنا فى ان بعضها الاخر لا ينطبق عليه
اراك تعتقد انى وقعت فى الخطأ عندما قلت
أقتباس من سواح :
---------------------------------------------
من ناحية اخرى يتحدث اشعياء عن ( مسيح الرب ) قورش الفارسى , وفى حديثه ليس هناك اى نبؤات وانما وصف وسرد لاحداث كانت فى زمن اشعياء فيقول عن قورش انه راعى الرب الذى يتمم مسرة الرب , وان الرب يمسك بيمينه ويجعله يفتح الامم ويؤيده
---------------------------------------------
فتقول :
-------
عزيزي الأمبراطور كورش لم يكن معاصرا للنبي أشعياء لقد جاء كورش بعد نبوة أشعياء
بحوالي 150 عاما فالنبي إشعياء النبي دون سفره نحو القرن الثامن ق.م. و استغرقت خدمة إشعياء نحو ستين سنة عاصر فيها أربعة ملوك كان آخرهم حزقيا الملك المُصْلِح. أرسل الله إشعياء، في الدرجة الأُولى إلى مملكة يهوذا، إلا أن رسالته شملت مملكة إسرائيل في الشمال أيضاً.
عاش إشعياء إبان الحرب الأهلية التي نشبت بين إسرائيل ويهوذا خلال الفترة الواقعة بين عامي 734 و 732 ق.م. وشهد دمار إسرائيل على يد جيش أشور في سنة 722 ق.م. ولم يغب عن بال إشعياء الدرس الأليم الذي أسفر عن سقوط إسرائيل، فاستغله لتشجيع حزقيا على الاتكال على الله، فأنقذ الله يهوذا من قوات ملك أشور الرهيبة إذ أصابهم بالوباء فقضى على معسكراتهم. كذلك، تطلع إشعياء بعين النبوءة إلى ما وراء عصره. إلى حقبة السبي والخلاص الذي أعده الله لشعبه.
أما كورش الأمبراطور الفارس العظيم فقد عاش في الفترة بين عام 580 – 529 ق . م .
------
واقول لك
ان ما قلته يعتبر خطأ اذا اثبت لى ان كاتب الاصحاح 40 وما بعده من سفر اشعياء هو اشعياء نفسه الذى كتب الاسفار الاولى
انت تفترض ان سفر اشعياء باصحاته ال 66 كتبه مؤلف واحد هو اشعياء , وهذا هو رأى الكنيسة التقليدى الذى ثبت خطأه , ويكفى ان تتطلع على عدة مراجع مسيحية حديثة لترى بنفسك ان هذا الراى ثبت بطلانه وان علماء الكتاب المقدس انفسهم يروا ان الاصحاحات من 40 الى 66 كتبها شخص آخر مجهول بعد زمن اشعياء النبى , وعادة يطلق على هذا الكاتب اسم ( اشعياء الثانى )
تحت مادة اشعياء او سفر اشعياء اطلع على دائرة المعارف الكتابية بنصها العربى او
International Standard Bible encyclopedia
او
Encyclopedia biblica
وستجد ان علماء كثيرين مسيحيين قدموا الادلة التى تثبت ان ما جاء بالصحاح الاربعين - موضوع مناقشتنا - كتب بعد زمن قورش وليس قبله
وانقل اليك عينة بسيطة لاراء بعض العلماء من دائرة المعارف الكتابية , وللامانة العلمية سأورد رد الموسوعة على اعتراضات علماء الكتاب المقدس الذين يروا ان سفر اشعياء له اكثر من مؤلف , حتى يتضح لك ان القضية ليست بالبساطة التى يتخيلها المسيحى والذى يؤمن - مجرد ايمان بلا دليل قاطع - ان اشعياء كتب هذا السفر
-----
تاسعاً -مشكلة النقد : يقول أ. ب ديفيدسن ( في كتابه نبوات العهد القديم 1903- 244) إنه لمدة خمسة وعشرين قرناً تقريباً لم يشك أحد إطلاقاً في أن إشعياء بن آموص هو كاتب كل جزء من السفر الذي يحمل اسمه ، كما أن الذين ما زالوا يتمسكون بوحدة السفر ، تعودوا علي أن يشيروا باقتناع كامل ، إلي إجماع الكنيسة المسيحية علي هذا الأمر ، حتي قام بعض العلماء الألمان -منذ نحو قرن - وجعلوا وحدة السفر موضعاً للتساؤل ، ولكن التقليد يؤيد بالإجماع وحدة السفر .
1- تاريخ النقد : بدأ النقاد في تجزئة السفر بظهور "كوب" الذي أبدي تشككه في سنة 1780 م في صحة الإصحاح الخمسين ، وبعد تسع سنوات ارتاب "دودرلين" في الإصحاحات 40- 66. وجاء بعده "روزنمولر" الذي كان أول من أنكر أن يكون إشعياء هو الذي تنبأ ضد بابل (13: 1-14: 23) .وفي بداية القرن الماضي حذف "ايخهورن" الجزء الخاص بالنبوة ضد صور في الأصحاح الثالث والعشرين كما أنه ومعه "جيسينيوس" "وايوالد" أنكروا أيضاً أن يكون إشعياء بن آموص هو كاتب الأصحاحات 24- 27. كما نسب "جيسينيوس" الأصحاحين الخامس عشر والسادس عشر إلي نبي غير معروف .وذهب "روزنمولر" إلي أبعد من ذلك فاستنكر الإصحاحين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين ،ولم يمضي وقت طويل (1840) حتي جعل "ايوالد" الأصحاحين الثاني عشر والثالث والثلاثين أيضاً موضعاً للتساؤل ، وهكذا نري أنه في منتصف القرن التاسع عشر ،أنكر النقاد سبعة وثلاثين أو ثمانية وثلاثين أصحاحاً ، من أن تكون جزءاً من كتابات إشعياء حقيقة .وفي 1879- 1880 ، خضع استاذ ليبزج الشهير "فرانز ديلتز" -والذي ظل علي مدي سنوات سابقة يدافع عن صحة السفر كله ، خضع أخيراً للموقف النقدي الحديث ، وفي طبعته الجديدة لتفسيره المنشور في 1889 ،اعتبر -في تردد ملحوظ -أن الأصحاحات 40-66، كتبت في نهاية فترة السبي البابلي .وفي نفس الوقت تقريباً (1888- 1890) ، أعطي الدكتور "درايفر" والدكتور (ج. أ .سميث دفعة قوية لأفكار مشابهة في بريطانيا العظمي . ومنذ 1890 أصبح نقد سفر إشعياء أكثر حدة ودقة مما كان عليه من قبل ، فقام العلماء "دوهم وستيد وجوته وهكمان وكورنيل ومارتي" في القارة الأوربية ، "وكين وهوتيهاوس وبوكس وجلازبروك وكينيث وجراي وبيك" وغيرهم في بريطانيا العظمي وأمريكا بالتشيكيك في أجزاء كانت تعتبر من قبل صحيحة.
2-تقسيم إشعياء الثاني : بل إن وحدة الأصحاحات 40-66 والتي كانوا يفترضون أنها من عمل "إشعياء الثاني " ، أصبحت مرفوضة ، وما كان -قبل 1890- يعتبر الانتاج الفريد لرائي قدير مجهول الاسم عاش في بابل حوالي سنة 550 ق.م ، قد قسموه إلي أجزاء أصغر ، ووزعوها بين عدد من الكتاب المختلفين من عصر كورش إلي عصر سمعان المكابي
(أي من 538-164 ق.م) . فققد رأوا في البداية أنه يكفي فصل الأصحاحات 63-66 بإعتبارها إضافة متأخرة إلي نبوات إشعياء الثاني ، ولكن أصبح من الشائع في الآونه الآخيرة ، التمييز بين الأصحاحات 40-55 التي يزعمون أنها كتبت بواسطة إشعياء الثاني في بابل فيما بين 549، 538 ق.م والأصحاحات 56-66 التي يدعون الآن أنها كتبت بواسطة إشعياء ثالث في حوالي 460- 445 ق.م .
3-أفكار حديثة : وبين آخر من بحثوا المشكلة الأستاذ ر.هـ . كينيث من كامبردج ، الذي يلخص في محاضراته ( "سفر إشعياء في ضوء التاريخ وعلم الآثار " ، 1980-84 وما بعدها ) نتائج الأبحاث كما يلي :
أ- كل الأصحاحات 3، 5، 6، 7، 20، 31 وأجزاء كبيرة من الأصحاحات 1، 2، 4،8 ،9، 10، 14، 17، 22، 23 يمكن ان تنسب إلي إشعياء بن آموص .
ب- كل الأصحاحات 13، 40، 47 وأجزاء كبيرة من الأصحاحات 14، 21، 41، 43، 44، 45، 46، 48، يمكن أن ترجع إلي عصر كورش .
جـ- كل الأصحاحات 15، 36، 37، 39 وأجزاء من الأصحاحين 16، 38 يمكن أن تنسب إلي الفترة ما بين نبوخذ نصر والأسكندر الأكبر ، ولكن لا يمكن تحديد تاريخها بدقة .
د- 23: 1- 14 يمكن أن ينسب إلي عصر الإسكندر الأكبر .
هـ- كل الأصحاحات 11،12، 19، 24-27، 29، 30، 32-35، 42، 49-66 وأجزاء من الأصحاحات 1،2، 4، 8، 9، 10، 16، 17، 18، 23، 41، 44، 45، 48 يمكن أن تنسب إلي القرن الثاني قبل الميلاد (167- 140ق.م) .
ويضع الأستاذ كينيث أيضاً في "مواعظ ورسائل ورؤي أنبياء إسرائيل" -1910 ص27 وما بعدها ) الملحوظات النقدية الآتية علي الإصحاحات 40-66 ، "إن نبوات حجي وزكريا يمكن -إلي حد بعيد -أن تكون خير معين علي دراسة المشكلات الصعبة المختصة بإشعياء 40-66…. فالإصحاحات 56، 66 يرجح أنها كتبت بعد السبي .. ففي إشعياء 56 والأصحاحات التالية ، نجد إشارات متكررة إلي الهيكل وخدماته مما يدل علي أنها كانت قد عادت مرة أخري . وعلاوة علي ذلك ، لا تقتصر هذه الإشارات علي الجزء الأخير من السفر … بل الحقيقة -من ناحية -هي أن هناك تلميحات قليلة لأحداث معاصرة ، في هذه الأصحاحات . ومن الناحية الأخري نحن لا نعرف إلا القليل جداً - أو قد لا نعرف شيئاً -عن ظروف وآمال اليهود في تلك الأثناء (السنوات الأخيرة من السبي البابلي ) مما يجعل تحديد تاريخ هذه النبوات أمراً ممكناًَ ولكن ليس علي وجه اليقين . كما أن الزعم بأن كاتب هذه الأصحاحات عاش في زمن السبي البابلي ، لا يؤيده إلا الفحص الدقيق لهذه النبوات نفسها ،ويحتمل أن يكون كاتبها واحدا من القليلين -مثل زربابل - الذين ولدوا في بابل وعادوا بعدها إلي فلسطين ، وعالج هذه المشاكل الكبيرة الشاملة، فلم يذكر إلا إشارات قليلة لتاريخه هو ومكان إقامته . ولكن كل الدلائل الموجودة في السفر ، تدل علي أن أورشليم كانت المكان الذي عاش فيه وكتب نبواته … ويتركز اهتمام النبي علي أورشليم ، ويبدو واضحاً أنه أكثر معرفة بظروف فلسطين مما بظروف بابل البعيدة .وكل صوره التوضيحية استمدها من واقع الحياة الزراعية في فلسطين .بل إن مفردات أقواله، هي، مفردات شخص عاش في فلسطين ، وهي من هذه الناحية ،تختلف تماماً عن المفردات التي استخدمها حزقيال نبي السبي البابلي".
ومعني هذا أن أثنين من أحدث الباحثين في سفر لإشعياء قد وصلا إلي نتيجة متعارضة تماماً مع الآراءالتي دافعوا عنها في سنة 1890 عندما صرح ديلتر مكرها بأن الأصحاحات 40-66 يمكن ان تكون قد صدرت في عصر السبي البابلي ، وها هما يقولان إن هذه الإصحاحات السبعة والعشرين الأخيرة ، قد كتبت بعد السبي ، ويحتمل أن يكون ذلك في فلسطين وليس في بابل ، كما اعتقدوا من قبل ، ولم تعد تعتبر موجهة إلي المسبيين المتألمين في الأسر كما كان يظن من قبل .
4-الموقف الحالي من هذا الموضوع : أقل ما يقال في الموقف الحالي من الموضوع المختص بسفر إشعياء ، هو أنه موقف محير ، ويمكن تقسيم الذين ينكرون وحدة السفر إلي مجموعتين يمكن تسميتها بالمعتدلين والمتطرفين (الراديكاليين) وبين المعتدلين الأساتذة درايفر وسميث وسكينر وكيركباترك وكونج وديفدسن وبارنز وهوايتهاوس ، وهم جميعا متفقون علي أن الأصحاحات والأعداد التالية ليست لإشعياء : 11: 10-16، 12، 13: 1-14 : 23، 15: 1-16: 12، 21: 1-10، 24- 27، 34، 35، 36- 39، 40-66 أي ما يقرب من 800 عدد من 1292 عددا ليست من اصل السفر . ومن المتطرفين الأساتذة كين ودوهم وهاكمان وجوته ومارتي وكينيث وجراي ، وهم جميعا يرفضون نحو 1030 عددا من مجموع الأعداد (1292) مستبقين الأجزاء الآتية فقط باعتبارها من انتاج إشعياء وعصره : 1: 2-26 و 29- 31،2: 6-19،3: 1 و 5 و 8 و 9 و 12-17، 4: 1،5: 1-14و17-29،6،7: 1-8 و 22، 9: 8-10: 9،10: 13و 14و27-32، 17: 1-14، 18،20،22: 1-22، 28: 1-4 و 7-22،29: 1 -6 و9و 10و 13 -15، 30: 1-17، 31: 1-4 . أي أن 262 عدداً فقط من جملة الأعداد (1292) يمكن اعتبارها صحيحة ،وهذا-كما نعتقد -عرض صادق لآراء النقاد المنقسمين فيما يختص بسفر إشعيا في الوقت الحاضر .
ومن الجانب الآخر هناك الذين دافعوا وما زالو يدافعون عن الوحدة الجوهرية لسفر إشعياء كله مثل ستراكي (1874)، وناجلزباخ (1877) وبردنكامب (1887) ، ودوجلاس (1895)وكوب (1883-1908 ) وجرين (1892) ، وفوش(1898- 1899) وتيرتل (1907) ، ومارجوليوس(1910) ، وأليس( 1912) .
5-اسباب تجزئة السفر : من بديهيات النقد الأساسية أن القول الفصل هو أن النبي تكلم دائما من موقف تاريخي محدد ،حسب الإحتياجات القائمة للشعب الذي عاش في وسطه ، وأن كل نبوة ترتبط بموقف تاريخي محدد . هذا الافتراض الأساسي الذي يعتبر -بصفة إجمالية -معقولا ومشروعا - إن لم يغال فيه-يشكل أساس كل النقد الحديث لنبوات العهد القديم . وعلي كل حال ليس من الممكن دائما ربط لمحة من حديث وعظي بموقف تاريخي محدد بعيدا عن قرينته ، وعلاوة علي ذلك ، فإن الأنبياء كثيرا ما كانوا يتكلمون -عن وعي تام -لا لجيلهم فحسب، بل أيضا للأجيال القادمة . فقد أوصي إشعياء بصفة خاصة : "صر الشهادة، اختم الشريعة بتلاميذي" (8: 16) ، أي احفظ تعاليمي للمستقبل . كما يقول "تعال الآن اكتب هذا عندهم علي لوح وارسمه في سفر ليكون لزمن آت للأبد إلي الدهور" (30: 8) ، وكذلك "من منكم يسمع هذا ؟ يصغي ويسمع لما بعد؟ " (42: 23).
وهنا افتراضات مسبقة ، كثيراً ما تتحكم في النقاد في تجزئتهم للسفر ويمكن تقديم أمثلة قليلة للإيضاح :
أ-تجديد الأمم الوثنية" يقع عند البعض خارج أفق نبي القرن الثامن قبل الميلاد ، وبناء عليه فإن إش 2: 2- 4 وكل الفصول المماثلة التي تنبيء بتجديد الذين ليسوا من الشعب المختار ، ينبغي ان تنسب إلي عصر لاحق لعصر إشعياء .
ب-وصورة السلام "الذي سيعم العالم" ( إش 11: 1-9) هي عند آخرين ،دلالة علي تاريخ متأخر ، ولذلك يجب حذف هذا الجزء والأجزاء المتشابهة .
جـ-وفكرة "الدينونة الشاملة " التي ستأتي علي "كل الأرض" (14: 26، وأماكن أخري من السفر) تتجاوز- عند البعض -حدود فكر إشعياء .
د- الخصائص الرؤوية الموجودة في الأصحاحات 24-27 عند آخرين ،تمثل الفكر العبراني الذي ساد في إسرائيل بعد حزقيال .
هـ- بل إن الذين نعتبرهم معتدلين ، يرون أن "الخاصية الشعرية" كما في الأصحاح الثاني عشر ، والإشارات إلي "عودة" من السبي (11: 11-16) المواعيد والتعزيات كما في الأصحاح الثالث والثلاثين ، إنما هي الأساس لنسبة هذه وغيرها من الفصول المشابهة لعصر متأخر جداً . أما الراديكاليون المتطرفون ، فينكرون كلية وجود كل الفصول المختصة بعصر المسيا بين نبوات إشعياء بن آموص ، وينسبون الرجاء في مجيء المسيا إلي عصر متأخر جداً .
ولكن أن ننكر علي إشعياء القرن الثامن قبل لميلاد ،كل شمولية النعمة ، كل عمومية الخلاص والدينونة ، وكل فكر رفيع عن عصر المسيا ، وكل إشارة غنية بالمواعيد والتعزية ، وكل إيمان سام عن صهيون المقدسة . إن إنكار كل هذا ،كما يفعل البعض ، إنما يخلق -بلا مبرر -إشعياء جديدا في حدود ضيقة جداً ،ليصبح مجرد كارز بالبر ، أو رجل دولة لا يجري في عروقة إلا القليل من التفاؤل ، أو مجرد رائد لدين أخلاقي جامد خال من دفء ووهج الرسائل التي تنسب عن حق إلي نبي القرن الثامن قبل الميلاد .
وأخيراً يستند بعض النقاد إلي سفر الأخبار الثاني (36: 22و 23) كدليل خارجي علي أن الأصحاحات 40-66 كانت موجودة كمجموعة منفصلة في عصر كاتب سفر الأخبار . ولكن هذا الدليل المستقي من هذا المصدر ، لا حجية فيه ولا قيمة له ، لأن كاتب السفر لا يشير هنا إلي نبوة إشعياء عن كورش وكأنه ينسبها إلي إرميا -كما يزعمون -بل يشير إلي السبعين سنةالتي سيطر فيها البابليون ، والمذكورة في العدد الحادي والعشرين ، والتي تنبأعنها إرميا فعلاً (إرميا 25: 11, 29: 10) . ومن الناحية الأخري ، فإن الأصحاحات 40-66 تنسب يقيناً إلي إشعياء منذ 180ق.م . لأن يشوع بن سيراخ يتحدث عن إشعياء النبي الذي "رأي بروح سام ما هو عتيد أن يحدث في النهاية ، وعزي النائحين في صهيون " (يشوع بن سيراخ 48: 20-23 ، مع إشعياء 40: 1-11) . وبالإضافة إلي هذا ، فإنه لا يوجد اطلاقاً أي دليل علي أن الأصحاحات 1-39 أو الأصحاحات 40-66 أو أي جزء آخر من نبوات إشعياء ، وجدت في وقت من الأوقات كمجموعة منفصلة. كما أنه لا يوجد أي أساس حقيقي للزعم بأن الأجزاء المختصة بالمواعيد وعصر المسيا ،قد دسها في السفر ، كتاب جاءوا بعد عصر إشعياء بزمن طويل ،فلا شك أن الأنبياء الأوائل قد فعلوا أكثر من مجرد التهديد.
6- البراهين علي "إشعياء واحد" : ليس من المعقول أن نتوقع إمكان إثبات وحدة سفر إشعياء ، مثلما أنه ليس من المعقول أن نفترض العكس ، فالبراهين الداخلية ليست حاسمة لكلا الجانبين . وعلي كل حال هناك براهين تعزز الاعتقاد بأنه لا يوجد إلا إشعياء واحد ، وإليكم البعض منها :
أ- دائرة الأفكار الواحدة التي تدور في كل السفر بصورة ملحوظة جداً ، فمثلا الاسم المميز لله الذي ينفرد بإستخدامة إشعياء : "قدوس إسرائيل" ، هذا اللقب المستخدم للرب ، يذكر في سفر إشعياء 25 مرة ، بينما لا يذكر سوي ست مرات في العهد القديم ، واحدة جاءت منها في سفل مشابه في سفر الملوك . هذا اللقب الفريد "قدوس إسرائيل" يربط كل أجزاء السفر بعضها ببعض ، ويطبعها بالطابع الخاص بمن رأي الإله العظيم جالساعلي كرسي عال ومرتفع ، وسمع الملائكة يسبحون قائلين :"قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود،مجده ملء كل الأرض" (6: 3) . إن وجود هذا اللقب الإلهي في كل اجزاء السفر المختلفة ، له من الدلالة القوية بأن إشعياء هو كاتب كل هذه النبوات ، أكثر مما لو ذكر اسمه في بداية كل أصحاح ، وذلك لأن هذا الفكر اللاهوتي عن الله "كالقدوس" نراه منسوجاً في كل سدي ولحمة السفر كله. فهذا اللقب يذكر اثنتي عشرة مرة في الإصحاحات 1- 39، وثلاثة عشرة مرة في الإصحاحات 40-66 ، وليس من العلم او الحق في شيء أن نقول إن الكاتبين المتنوعين المزعومين -للأجزاء موضع النزاع -قد استخدموا جميعهم نفس اللقب تقليدا (1: 4، 5: 19، 24،10: 20، 12: 6،17: 7، 29: 19، 30: 11و 12و 15، 31: 1، 37: 23، وأيضا 41: 14و 16و 20، 43: 3و 14، 45: 11، 47: 4،48: 17، 49: 7، 54 : 5، 55: 5، 60: 9و 14) ، ولا يذكر هذا اللقب إلا في
(2 مل 19: 22، مز 71: 22، 78: 41، 89: 18، إرميا 50: 29، 51: 5) .
وهناك أيضا كلمة فريدة يتكرر ورودها في سفر إشعياء بطريقة ملحوظة ، ألا وهي "السكة أو الطريق او السبيل " (11: 16، 35: 8، 40: 3، 43: 19، 49: 11، 57: 14، 62: 10) . كما أن هناك فكرة اخري مميزة ، ألا وهي "بقية" (1: 9، 10: 20و 21و 22،11: 11 و 16، 14: 22و 30، 15: 9، 16: 14، 17: 3، 21: 17، 28: 5، 37 : 31، 46: 3، انظر أيضا 65: 8و 9) . وخاصية أخري واضحة في السفر وهي المركز الذي تحتله "صهيون" في أفكار النبي (2: 3، 4: 5، 18: 7، 24: 23، 28: 16، 29: 8، 30: 19، 31: 9، 33: 5و 20، 34: 8، 46: 13، 49: 14، 51 : 3 و 16، 52: 1،59: 20، 60: 14، 62: 1و 11، 66: 8) . كما أن هناك تعبيرا يتردد كثيراً ، وهو : "أوجاع ومخاض الوالدة" (انظر 13: 8، 21: 3، 26: 17و 18، 42: 14، 54: 1، 66: 7) . هذه كلها وكثير غيرها - اقل بروزاً -تطبع السفر بطابع شخصي يصعب تعليلة إذا قطع السفر إلي شظايا عديدة ، ووزع - كما يفعل البعض - علي عدد من القرون .
ب- الأسلوب الأدبي : والأسلوب الأدبي -كدليل سلبي -ليس هو الدليل الأمثل الأكيد ، لأنه كما يقول الأستاذ "ماكوردي" :في حالة كاتب من بيئة إشعياء ، فإن الأسلوب ليس هو المعيار الذي يعتمد عليه في تحديد شخصية "الكاتب" (في كتابة :"التاريخ والنبوه .. والآثار" -جزء ثان- ص 317) ومع ذلك فمما يلفت النظر بالتأكيد ،أن التعبير "لأن فم الرب تكلم" قد تكرر ثلاث مرات في سفر إشعياء ، ولم يذكر في أي موضع آخر من العهد القديم ( إش 1: 20، 40: 5، 58: 14) ، كما يستلفت النظر أيضاً ورود عبارة "مجاري المياة" مرتين في إشعياء دون سائر الأسفار (30: 25، 44: 4) وهناك خاصية أخري هي ميل النبي إلي التكرار للتأكيد (2: 7و 8، 6: 3،8: 9، 24: 16و 23، 40: 1، 43: 11و 25، 48: 15، 51 : 12، 57: 19، 62: 10) . وفي الواقع ، ليس من المغالاة في شيء أن نقول إن أسلوب إشعياء يختلف كثيرا عن أسلوب أي نبي آخر في العهد القديم ، إنه بعيد كل البعد عن أسلوب حزقيال وجميع أنبياء ما بعد السبي .
ج- إشارات تاريخية : خذ أولاً ، علي سبيل المثال ، إشارة النبي باستمرار إلي يهوذا وأورشليم ، إلي بلده وعاصمتها (1: 7-9، 3: 8، 24: 19، 25: 2،40: 2 و 9،62: 4) . وبالمثل إشاراتة المتكررة إلي الهيكل وطقوس العبادة والذبائح ، ففي (1: 11-15) عندما عم الرخاء ، شكا النبي من أن الشعب كانوا مسرفين وشكليين في عبادتهم وذبائحهم .وعلي العكس من ذلك ، نري في (43: 23و 24) أنه عندما اجتاح الأشوريون البلاد ، وعندما حاصر سنحاريب المدينة ، يذكرهم النبي بأنهم لم يحضروا شاة محرقتهم ولم يكرموه بذبائحهم ، بينما في (66: 1-3و 6و 20) لا نراه يعترض علي وجود الهيكل وممارسة الطقوس فحسب ، بل ويدين الذين يتكلمون علي الهيكل المادي والعبادة الشكلية الخارجية في الهيكل . أما بالنسبة للسبي ، فإن موقف النبي في كل السفر ، كان موقف الترقب والأنتظار الواثق .وهكذا نري في (57: 1) التهديد بالقضاء وليس وقوع القضاء : "من وجه الشر (الشر القادم) يضم الصديق" أي أن السبي يوصف كأمر مازال في المستقبل . ومن الجانب الاخر نقرأ في (3: 8) : "لأن أورشليم عثرت ويهوذا سقطت" وكأنه يصف السبي كشيء قد حدث في الماضي ، ومع ذلك فهذه كلمات إشعياء القرن الثامن - كما يعترف الجميع - "أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه .. من اربعة اطراف الأرض" (11: 11و 12) ، وتفسير مثل هذه العبارة حرفيا وميكانيكيا ، دون اعتبار للأحوال في القرن الثامن ق.م.، أو موقف النبي الواضح من السبي ، لابد أن يؤدي إلي الارتباك ، فلم يدرك نبي آخر مصير العبرانيين بمثل هذه الروعة ، وبمثل هذا الوصف الحي.
د- العنصر النبوي : ويعتبر أقوي برهان علي وحدة السفر ، فالتنبؤ هو جوهر النبوة
(تث 18: 22) . لقد كان إشعياء نبي المستقبل المبرز ، فهو يقفز مرارا وبسرعة لا تباري ، من اليأس إلي الرجاء ، من الوعيد والتهديد إلي الوعد ، من الواقع إلي المثالي . إن ما يقوله الأستاذ "كينيث"عن إشعياء الثاني ، يمكن أن يقال بحق عن إشعياء بن آموص نفسه : "إن النبي العظيم غير المعروف ، في وسط ظروف عصره، يعيش في جو الماضي والمستقبل" (مواعظ ورسائل ورؤي أنبياء إسرائيل -28) . لقد تحدث إشعياء إلي عصره، ولكنه خاطب أيضا الأجيال اللاحقة . لقد استخدم الأفعال في صيغة المستقبل كما في صيغة الماضي النبوي التام . وما أصدق ما يقوله "ديفدسن" عن سفر إشعياء : "إذا فحصنا أي سفر نبوي ….نجد أن التعاليم الأخلاقية والدينية تأتي في الدرجة الثانية ، ؟أما الشيء الأساسي في السفر أوفي الحديث ، فإنما هو نظرة النبي إلي المستقبل " (قاموس الكتاب المقدس-تاليف هيستنجز-خمسة اجزاء- الجزء الخاص بالنبوة والأنبياء-المجلد الرابع ص 119) .
لقد كانت خدمة إشعياء خدمة نبوية- في أساسها -بدرجة بالغة، وهكذا نراه:
1- قبل الحرب الأرامية الأفرايمية (734ق.م) يتنبأ أنه في خلال 65 سنة سينكسر أفرايم (7: 8) ، وكذلك قبل أن يعرف الصبي مهير شلال حاش بز أن "يدعو ياأبي ويا أمي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور" (8: 4،7: 16) .وليست هاتان سوي نبوتين من النبوات العديدة- كما سبق وبينا - بين نبواته الأولي (انظر 1: 27و 28،2: 2-4،6: 13، 10: 20-23، 11: 6-16،17: 14) .
2- وقبيل سقوط السامرة في سنة 722 ق.م .تنبأ إشعياء بأن صور ستنسي سبعين سنة ، ثم بعد سبعين سنة ، تكون تجارتها وأجرتها قدسا للرب (23: 15و 18) .
3- وكذلك قبل حصار أشدود في سنة 711 ق.م، أعلن النبي أنه في ثلاث سنين يهان مجد موآب (16: 14) ، وأنه في مدة سنة يفني كل مجد قيدار (21: 16) .
4- وقبيل حصار سنحاريب لأورشليم في سنة 701 ق.م. تنبأ أنه في لحظة بغتة ، يصير جمهور أعدائها "كالغبار الدقيق وجمهور العتاة كالعصافة المارة" (29 :5) ولكن "في مدة يسيرة جدا يتحول لبنان بستانا " (29: 17) وسوف "يسقط أشور بسيف غير رجل وسيف غير غنسان يأكله …. " (30: 17و 31، 31: 8) . وأكثر من هذا فإنه لأيام علي سنة سوف ترتعد النساء والمطمئنات والواثقات (32: 10و 16-20) وسيري الأبرار في صهيون أورشليم مسكنا مطمئنا ، "ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلي صهيون بترنم وفرح أبدي علي رؤوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ، ويهرب الحزن والتنهد" .( 33: 17-24، 35: 4و 10) . ولكن علي النقيض من ذلك سوف يسمع سنحاريب خبرا ويرجع إلي أرضه دون أن يرمي سهما واحدا علي المدينة (37: 7و26-29و 33-35) .
وبعد انتهاء حصار سنحاريب لأورشليم في سنة 701، يبدو أن النبي استمر -علي نفس المنوال - يتنبأ ، ولكي يبين للبقية المتألمة عديمة الإيمان ، المحيطة به ، ألوهية الرب وحماقة عبادة الأوثان ، أشار علي النبوات التي سبق أن قالها في سني خدمته الأولي ، وإلي حقيقة إتمامها ، وهكذا يقول: "من أخبر من البدء حتي نعرف ، ومن قبل حتي نقول هو صادق (41: 21-23،26 ) ، "هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها ، قبل أن تنبت أنا أعلمكم بها " ( 42: 9 و 23) ، "من منهم يخبر بهذا ويعلمنا بالأوليات (أي الأشياء التي ستحدث عن قريب ) …. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت…. " (43: 9و 12) ، "ومن مثلي ينادي فليخبر به ويعرضه لي؟ والمستقبلات وما سيأتي ليخبروهم ( أي لتخبر الصنام) بها … أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك ؟ فأنتم شهودي … القائل عن كورش راعي فكل مسرتي يتمم ويقول عن اورشليم ستبني وللهيكل ستؤسس (44: 7و 8و 27و 28) ، "انا الرب الذي يدعوك باسمك ؟.. دعوتك باسمك . لقبتك وأنت لست تعرفني .. إسألوني عن الآتيات … أنا قد انهضته (كورش) بالنصر… هو يبني مدينتي ويطلق سبيي لا بثمن ولا بهدية " (45: 3و 4و 11و 13) ، "مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل داع من المشرق الكاسر (كورش) .من ارض بعيدة رجل مشورتي .قد تكلمت فأجريه قضيت فأفعله" (46: 10و 11) ، "بالأوليات منذ زمان أخبرت ، ومن فمي خرجت وأنبأت بها بغتة صنعتها فأتت …. أخبرتك منذ زمان قبلما أتت أنبأتك . لئلا تقول صنمي قد صنعها ومنحوتي ومسبوكي امر بها " (48: 3و 5) ، قد أنبأتك بحديثات منذ الآن وبمخفيات لم تعرفها … لم تسمع ولم تعرف ومنذ زمان لم تنفتح أذنك … من منهم اخبر بهذه ؟… أنا أنا تكلمت ودعوته … لم أتكلم من البدء في الخفاء" (48: 6-8و 14-16) كل هذه نبوات واضحة واكيدة .
هـ-كورش موضوع النبوة: من كل هذه النبوات الواضحة التي سبق ذكرها ، التي تكررت مراراً ، يتضح شيء واحد ، ألا وهو أن هناك تأكيداً قوياً من النبي علي النبوات في كل أجزاء سفر إشعياء . وينبغي أن نوضح بقوة أن النبي يقدم "كورش" –من كل وجهات النظر –كموضوع للنبوة ، والسؤال الوحيد الذي يطرح نفسه ، هو هل يؤكد النبي حقيقة أنه هو شخصياً يتبأ عن مجئ كورش ، بدأت الآن تحدث أمام أعين قرائه ؟في هذا يكتب "كانون كين" ملحوظة لها معناها ، فيقول : " إن الكاتب الذي يعتنق بلا شك نظرية النبوة اليهودية في العصور المتاخرة ، ربما يكون قد استنتج من عدة فصول كتابية ، وبخاصة من (41: 26، 48: 3 و 6 و 14) ، أن هناك نبيا قديما قد سبق فتنبأ عن ظهور كورش ، وإذ لاحظ عناصر معينة لإشعياء في عبارات هذه الإصحاحات ، نسبها إلي إشعياء النبي " (مقدمة لسفر إشعياء -238) . كما يظن دكتور ج.أ. سميث أيضا أن كورش إنما هو تحقيق لنبوات سابقة ، فيقول: "لا يمكن إثبات -كما يحاول البعض -أن النبي كان يتنبأ عن هذه الأشياء ، كما يحاول البعض -أن النبي كان يتنبأ عن هذه الأشياء ، كما لو أنها قد حدثت بالفعل ، لأن عنصرا من عناصر إثبات ألوهية إله إسرائيل ، ، أن كورش ، "حيا لا يقاوم" مؤيدا بالنجاح ، يشار إليه كالدليل الذي لا يخطيء ، علي أن النبوات السابقة عن خلاص إسرائيل علي وشك الحدوث ، وباختصار ، فالحديث عن كورش ليس نبوة بل هو دليل علي تحقيق نبوة (قاموس الكتاب المقدس -لها ستنجز -عن اشعياء -ص 493) ، ثم يقول : "إن الدعوي الرئيسية في الإصحاح الأربعين ، وما بعده ) عن إله إسرائيل هي قدرته علي توجيه تاريخ العالم وفقا لقصد ثابت سبق التنبؤ به منذ وقت طويل . وتبدأ هذه الدعوي بإثبات أن الرب قد أنبأ منذ أمد بعيد بأمور تحدث الآن أو هي علي وشك الحدوث ، تدور حول كورش . لكن هذا يعتبر اكثر جدا من أن يكون مجرد برهان علي نبوات منعزلة بذاتها ، مع أنها تدل ضمنا علي علم الله غير المحدود . إنها إعلان عن وحدة التاريخ الموجه إلي الغايات السامية التي قد اعلنت فعلا لإسرائيل ، وباختصار هي دليل واضح علي علم الله غير المحدود وثبات عنايه الله الإله الواحد الحقيقي.
من الواضح إذا- علي أي حال - سواء أكانت هذه الإصحاحات مبكرة أو متأخرة ، أن "كورش" كان هو موضوع النبوة ، ولا يغير من الأمر شيئا ، الموقع الذي يقفه الواحد منا من التاريخ ، سواء أكان في القرن الثامن ق.م. مع إشعياء بن آموص ، أو في القرن السادس ق.م . مع إشعياء الثاني المزعوم ، لأن كورش كان بالنسبة لكاتب هذه الإصحاحات - هو موضوع النبوة . وبعبارة اخري سواء كان الكاتب يتنبأ حقيقة عن "كورش" مسبقا قبل أن يتم شيء ، أو أن كورش كان تحقيقا لبعض النبوات القديمة بواسطة شخص آخر ،فإن كل هذا لا يغير شيئا من تلك الحقيقة وهي أن كورش كان موضوع نبوة شخص ما . وبناء علي هذا -كما ذكرنا منذ البداية -يكون السؤال هو عما يريد النبي أن يؤكدة : (أ) هل يريد ان يؤكد حقيقة أنه هو الذي يتنبأ ؟ (ب) أم أن هناك نبوات سابقة لشخص آخر ، بدأت الآن تتحقق ؟ والحقيقة هي أن النبي -كما يبدو - كان يعيش في جو الماضي والمستقبل كما في الحاضر ، فكلها حية في ذهنه النبوي. وهذه هي الخاصية المميزة لإشعياء . فقد رأينا ذلك في حديثه عن رؤياه الأولي (في الأصحاح السادس ) التي يعلق عليها "ديلتز" بالقول : "إنها نبوة على طريق التحقيق" ، ويصدق نفس القول عن الإصحاحات 24-27 ، حيث ينتقل النبي إلي المستقبل ، ويتحدث من موقع تحقيق نبواته ، ويصدق هذا بصفة خاصة علي الإصحاحات 40-48 ، فتارة يؤكد النبي تلك الحقيقة وهي أنه يتنبأ ، ثم لا يلبث أن يعلن أن نبواته علي وشك الحدوث . وطبقا لهذا فإنه عندما نريد أن نقرر متي تنبأ الكاتب عن كورش ، فمن الطبيعي أن نفترض أنه فعل ذلك قبل ظهوره الفعلي بزمن طويل . وهذا -في الحقيقة -يتفق مع اختيار صدق النبوة الواردة في سفر التثنية (18: 22) : "فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه " .بالإضافة إلي هذا ، هناك نبوة واضحة مشابهة عن الملك يوشيا الذ تنبأ عنه النبي بالاسم قبل مجيئه بقرنين من الزمان (1 مل 13: 2، 2 مل 23: 15و 16). أما دكتور "كوب" فيقول "بضآلة كورش" لأنه لم يذكر إلا في الإصحاحات 40-48 ، ثم لا يذكر بعد ذلك مطلقا . أما دكتور "تيرتل" -من الجانب الآخر- فيقول إن "كورش" هو مجرد لقب (وليس اسم علم) وأصله ليس "كورش" بل " هورش" ( أي "عامل" أو " صانع ماهر" أو "محطم تماثيل" )وأن العددين السابع والعشرين والثامن والعشرين من الأصحاح الرابع والربعين ليسا إلا حاشية (مشاكل العهد القديم -ص 244- 246) ، ولكن كاتب هذا المقال -علي عكس كل هذه الآراء -يفضل كتابة كلمة "كورش" هو موضوع النبوة الخارقة للعادة ، لأن أهم نقطة يريد إشعياء إثباتها هي أنه يتنبأ عن أحداث في قدرة الرب وحده أن ينبيء بها وان يتممها أيضاً . وبعبارة اخري ، إن علم الله السابق للأحداث ، لهو الدليل علي ألوهية الرب . لقد عاش إشعياء في عصر فيه أعلن الله سرائره -بصورة خاصة -لعبيده الأنبياء (عاموس 3: 7) . لقد كانت الظروف السياسية غير مستقرة بل دائمة التبدل والتغير ، كما كان هناك ما يدعو إلي التنبؤ ولقد تأيد أن إشعياء قد نطق بهذه النبوات العجيبة ، بما جاء في حكمة يشوع بن سيراخ (48: 20-25، كتب حوالي 180ق.م ) ، وبما ذكره يوسيفوس في تاريخه (المجلد الحادي عشر 1: 1و 2ويرجع إلي حوالي 100 م ) ، وكلاهما مؤرخان قديمان جديران بالثقة .
وفي الآونة الأخيرة ، استطاع مستر "إزوالد أليس" في تحليله النقدي الدقيق الشامل "للتركيب العددي البالغ الروعة " للقصيدة الموجودة في إشعياء (44: 24-28) ، استطاع أن يصل إلي أن أهم الملامح البارزة في القصيدة تؤيد وجهة النظر بأنه إذا كان الكلام في حد ذاته ذا قيمة كبيرة ، فإن أهميتة الرئيسية تتضح بصورة أقوي في ضوء الظروف الإستثنائية التي قيل فيها ، أي في ضوء تاريخها المبكر ، فالترتيب الزمني للقصيدة يعزو "العودة" "وكورش" إلي المستقبل . أن الرؤية الواضحة للقصيدة ، بالإضافة إلي التغيير المفاجئ -في الشخصية التي يتحدث عنها - في المقطوعة الثانية من القصيدة ، تبين أن المستقبل إنما هو المستقبل البعيد ، وأخيرا فإن الذروة المزدوجة في هذه الصياغة الدقيقة ، تزيد من أهمية تجديد الكلام الذي يمكن تعليله بسهولة متي كان هذا المستقبل بعيدا ، بحيث أن إعلانه بهذا الوضوح - قبل وقته بزمن طويل - يصبح بالغ الأهمية ، ثم يردف القول : " إنه من المستحيل ، - إذا توخينا العدل ،؟ بصدد إعلانات الكتاب الواضحة – أن نحد الأفق النبوي للنبي إشعياء بفترة ما قبل السبي ، وأنه … إن أدركنا تركيب القصيدة ، لوجدنا السبب القوي لأن ننسبها لنبي سابق للسبي ، أي إلي إشعياء بن آموص ، حيث أن تركيب القصيدة محسوب بطريقة عجيبة لتأكيد تلك الحقيقة وهي أن كورش والعودة ينتميان إلي المستقبل البعيد ، ومن الجلي أنه بناء علي هذه الحقيقة ذاتها ، كان تحديد النبوة بدقة وذكر كورش بالاسم ، أمرين بالغي الأهمية وجديرين بالاعتبار " (دراسات في الكتاب المقدس واللاهوت –أعده أعضاء كلية برنستون اللاهوتية –المجلد المئوي 1912-ص 628 و 629)
ثم اخيرا ، لماذا يعترض الناس علي التنبؤ بمثل هذا الشمول ؟ فما لم يكن هناك تحديد بالنسبة للنبوة ، وما لم تسمو هذه النبوة عن مجرد التكهن ، فلن تكن لها قيمة في ذاتها ، فإذا أعترض البعض عن أن نبوة بمثل هذه الدقة ، تعتبر "غير معقولة "، فإن الإجابة علي ذلك سهلة ، فقد تكون "غير معقولة" ولكنها خادمة "للإيمان" ، فالإيمان يتجه إلي المستقبل تماماً ، كما أن النبوة ترتبط بالمستقبل ، والعهد القديم يتميز بأنه كتاب يشجع الإيمان ، وفي الواقع ، ليس ثمة اعتراض سليم علي "النبوة عن كورش ، لأن أهم ما يميز الديانة اليهودية عن غيرها ، هو "التنبؤ عن المستقبل" . لقد تنبأ الأنبياء العبرانيون عن مجئ المسيا ، بل أن العبرانيين –في الحقيقة- هم الشعب القديم الوحيد الذي يقع "عصره الذهبي" في المستقبل أكثر منه في الماضي . وعليه فإن النبوة بمجئ كورش كالواسطة البشرية لخلاص إسرائيل ، ليست إلا الجانب الآخر لنفس الصورة التي يرسمها النبي عن الوسيط الإلهي ، "عبد الرب" المتألم المطيع الذي سيفدي إسرائيل من خطيته .فإن أنكرنا علي إشعياء بن آموص نبوته عن كورش ، فمن المنطقي أيضا أن ننكر عليه نبواته عن الرجاء بمجئ المسيا الذي ارتبط دائما باسمه . وإن انكرنا علي إشعياء بن آموص نبواته عن العودة من السبي ، فإننا نسلب نبوات سفره صفتها الجوهرية وفحواها الفريدة. وإن بترنا من سفر إشعياء هذه الأجزاء التي تكشف عن المستقبل ، لأصبح مجرد تكهنات ، ولفقد -إلي أبعد الحدود-قيمته الدينية كأقوال الله .
-------
فكما ترى عزيزى
هناك علماء لا يستهان بهم فى الدراسات الكتابية راوا ان هناك اكثر من مؤلف لسفر اشعياء بعكس الراى التقليدى
اما عن نبؤة انه سيدعى ناصريا
فيكفينى اعترافك ان مدينة الناصرة لم تذكر فى العهد القديم
اما محاولتك التوفيقية بان تأتى بكلمات من العهد القديم تتشابه صوتيا مع كلمة ( الناصرة ) فهذا لا علاقة له بموضوعنا
ان الكاتب الانجيلى يقول بلغة قاطعة لا تحتمل اللبس او التاويل :
" و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا "
ان يسوع جاء وسكن فى مدينة اسمها الناصرة , وهذا - بحسب زعمه اتماما لنبؤات تقول انه سيدعى ناصريا ( اى من ابناء الناصرة )
فالكاتب الانجيلى يربط بين المدينة ( الناصرة ) وبين يسوع الذى اطلق عليه صفة كونه مقيما بهذه المدينة ( ناصريا )
وكما وضحنا , وكما اعترفت بنفسك ان انبياء العهد القديم لم يشيروا الى هذه المدينة مطلقا بينما ينسب لهم كاتب الانجيل انهم قالوا ذلك
اما النبؤة السابعة
فيبدو انك لم تقرأ اعتراضاتنا عليها جيدا
فكما وضحنا ان
( لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة ) "
مدسوسة وموضوعة ومضافة وليس لها اصل فى اقدم المخطوطات القديمة
اما ما جاء بمزمور 22
فلو قرات دراستى بعمق , وحتى لو قرأت المزمور بطريقة موضوعية فسيتضح ان الكاتب يتكلم بلغة المجاز
انك تتعجب من قولى :
-----
أقتباس من سواح :
-----------------------------------------------
فواضح انه لا يقصد حرفيا ما يقوله فلا يقصد حرفيا الكلاب التى احاطت به ولا الاحصاء لعظامه
ويستمر فى لغته الشعرية التشبيهية فيطلب من الاله انقاذه من الكلب ومن فم الاسد ومن قرون بقر الوحش , وبديهى انه لا يقصد حرفيا تلك الحيوانات وانما هى رمز لقوة اعدائه ومضايقيه
من الواضح ان كل ما ذكره كاتب المزمور عبارة عن تجربة مريرة مر بها فى الماضى ولا علاقة لها باحداث مستقبلية او نبوات
------------------------------------------------
فتلومنى وتنقدنى :
-------
ألست انت يا عزيزي الذي كان يسخر من التفسير الروحي و الرمزي للكلام ؟؟؟؟؟؟
ألست انت الذي كان دائما يلومنى على التفسير الروحي للكلام و تصر على التفسير الحرفي المادي ؟؟؟؟؟
عندما واجهتك بسؤال عن التفسير الروحي للكلام و كان بخصوص نبوءة
عن مملكة السيد المسيح و كيف أن فيها الأسد سيرعى مع الحمل و عندما فسرتها
لك بطريقة رمزية بأن مملكة السيد المسيح ليست من هذا العالم لمتني و قلت لي
كيف تقنع اليهودي و كل كلامك روحي رمزي و الآن ارى أنك تحاول نفي تلك النبوءة
عن السيد المسيح بأستخدام طربقة التفسير الروحي و الرمزي .
هل هو أقتناع منك بضرورة التفسير الروحي للنصوص أم هو مجرد كيل بمكيالين
و رغبة في نفي النبوءة الواضحة وضوح الشمس عن السيد المسيح بدون منطق واضح و شافي ؟؟؟؟؟
عموما طالما أنك بدأت تنتهج التفسير الروحي , أسمح لي أرد عليك بسؤال هام جدا :
ما هو الموقف الذي تعرض له الملك داود تحديدا و الام ترمز كلمة : ثقبوا يدي و رجلي و على لباسي ألقوا قرعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
------
ولا ادرى كيف ارد عليك يا عزيزى !!!
هل لانى ارفد التاويلات والتفسيرات الروحية المزاجية والتى لا تخضع لمنهج فى التفكير , هل يعنى هذا انى لا ادرك اساليب الشعر والمجاز ؟؟
ان الكاتب يتحدث عن تجربة شخصية مريرة فيتكلم عن كلاب احاطت به , فهل تنتظر منى ان افهم من هذا كلاب فعليه ؟؟؟؟
هناك فرق بين التاويل الروحى وبين نص يتكلم مجازيا ويدركه اى من لديه حاسه لغوية او شعرية !! لكن لا يعنى هذا خلط الحابل بالنابل
اما عن سؤالك لى عن :
ثقبوا يدي و رجلي و على لباسي ألقوا قرعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فانى اتعجب
فواضح انك لم تقرأ ما كتبته عن عدم وجود هذه الفكرة من اصله فى النص اليهودى , وانما وجدت هذه الفكرة وتلك الترجمة المغرضة عند كتبة ومترجمى الاناجيل وارجع لهذه الجزئية من الدراسة
تحياتى
|
|
10-07-2004, 07:33 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|