عزيزي مستر كامل، سعيد أن أراك ثانية من أجل التعمّق في هذا الموضوع. فتحياتي لك.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
عزيزى دعنى أعود اليك لأن الشرح ليس كافيا
لا بأس! يمكنك الإستمرار في طلب التوضيح إلى ما شئت، حتى نصل أخيراً إلى النقطة المرجوة. فأنا هنا على استعداد.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
دعنى أولا أعلق على الاية " قال له يسوع انت قلت .وايضا اقول لكم من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء " كالتالى :
1- هل أبصر أحدا ابن انسان جالسا عن يمين القوة ؟؟؟ و متى؟ وأين؟
حسناً، سأكرر شرح النقطة:
جواباً على سؤالك: لا لم يرَ أحد ابن الإنسان جالساً على يمين القوة وسوف لن يراه.
الواقع كان اليهود ينتظرون أن يأتي مسيحهم ليتمم بشكل حرفي كلمات نبوة النبي دانيال في الإصحاح 7 : 13 و 14:
اقتباس:" 7: 13 كنت ارى في رؤى الليل و اذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه
7: 14 فاعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب و الامم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض"
http://www.st-takla.org/pub_oldtest/27_dan.html
يعني بما أن هذه النبوة هي إشارة بارزة إلى مسيحهم الذي سيستلم الملك من "القوة" الكونية ("القديم الأيام")، فقد كان انتظارهم أن يأتي ملكهم (مسيحهم) بتلك القوة الخارقة كي يحررهم من نير الرومان. ولم يريدوا أن يفهموا بأن تلك النبوة استعملت الكلمات "
سحاب السماء" (يعني ما وراء الغيوم). فقد أرادوا أن تتم النبوة على ذوقهم هم، وكي تلبي رغباتهم البشرية الأنانية وتوقهم للإستقلال.
والآن دعنا نعود إلى المناسبة التي جرى فيها ذكر تلك الكلمات:
اقتباس:" 26: 63 و اما يسوع فكان ساكتا فاجاب رئيس الكهنة و قال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله
26: 64 قال له يسوع انت قلت و ايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء"
– متى 26 : 63 و 64.
http://www.st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html
هنا نلاحظ فعلاً أن رئيس الكهنة كان يريد إثباتاً بأنه إذا كان هذا هو المسيح الموعود به فيجب أن يريهم إتماماً حرفياً لتلك النبوة، فـ "قل لنا هل أنت المسيح؟ إذاً افعل كما قالت النبوة حرفياً كي نصدّقك!" وطبعاً لم يكن المسيح ليريهم إتماماً حرفياً لها كما أرادوا هم أن يفهموها. لقد أراد يسوع أن يلفت نظرهم إلى ملكوت (مملكة) سماوي غير منظور،
سيكون مَلكه حاضراً ومؤهلاً اعتباراً من ذلك اليوم الذي كان المسيح سيموت فيه. لأنه بموته الظافر سيجري إعطاءه الضمانة والأهلية من الله كي يدير أمور الملكوت (يعني على يمين القوة). لكن للأسف لم يكن ذلك ما أراد رئيس الكهنة سماعه. فقد كان توقهم بأن يأتي المسيح ليحررهم.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
2- يقول أن ابن الانسان سيكون جالسا ... و الجلوس والوقوف و النوم وما شابه من أفعال بشرية ماهى الا بسبب تأثير الجاذبية وفعل الجلوس يدل على وجود الجاذبية ... والجاذبية لا تحدث الا للكتل (أى المادة) وليس للروحانيات والأشباح (ولاحظ قول القرآن استوى على العرش).
نعم عزيزي! فتلك ليست إلاّ لغة مجازية جرى استعمالها من أجل تسهيل فهمها لأذهاننا كبشر. وطبعاً لغة كهذه جرى استعمالها في القرآن أيضاً. فلا شك بأنك تعترف بأن الله روح. الملائكة أرواح. الشيطان إبليس روح أيضاً. فهذه كلها كائنات لا جسد لحمي لها ولا تستطيع عيوننا اللحمية أن تراها. وإن كنت تخالفني الرأي؛ أخبرني من فضلك، هل تمكنت يوماً ما من رؤية الشيطان إبليس؟ فمع أنه ليس في السماء وإنما هو هنا على الأرض حولنا مع بعض الملائكة المرتدّين؛ لا نستطيع أن نراهم. ولذلك يستعمل الكتاب المقدس عادة لغة تصويرية عن النطاق السماوي أو الروحي كي نتمكن من فهمه. فمثلاً يقول بأن الله له يد أو إصبع أو عين أو أذن أو لسان أو فم أو يقعد أو يقف أو .. أو .. الخ. هذه كلها يا عزيزي كلمات استعارية تصويرية. فالله روح، لا عين له ولا رجل ولا يد ولا يمين ولا يسار ولا فم ولا .. ولا .. الخ. ومع ذلك فهو يدرك. يدرك بحسب طبيعته هو. وقد أعطانا كبشر وسائل مختلفة للإدراك. فرؤيته هي إدراكية بحسب طبيعته هو وليست عينية. سماعه إدراكي وليس أذني. إصبعه وسيلي وليس لحمي ميكانيكي. وإلى ما هنالك. وهذه طبعاً طبيعة كل الكائنات السماوية الروحية.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
3- اذا كانت القوة لها يمين اذا فإن لها شمال ولها خلف ولها أمام فيدل على محدوديتها وبالتالى ما يتكلم عن النص ليس هو الله
حسناً، فعودتنا إلى نبوة دانيال ستوضح النقطة:
[QUOTE]"7: 9 كنت ارى انه وضعت عروش و جلس القديم الايام لباسه ابيض كالثلج و شعر راسه كالصوف النقي و عرشه لهيب نار و بكراته نار متقدة
7: 13 كنت ارى في رؤى الليل و اذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى و جاء الى القديم الايام – دانيال 7 : 9 و 13.
http://www.st-takla.org/pub_oldtest/27_dan.html
هل لاحظت يا عزيزي اللغة التصويرية عن الله ذاته؟
لقد وُصِف بـ "القديم الأيام"، أي الأزلي / الأبدي. ووُصِف أيضاً بهيبة عظيمة وشعر صافي نقي وثياب تشعّ كالثلج في البياض، مع عرش كلهيب نار. كل تلك عبارة عن كلمات تصويرية كي نتخيّل هيبته. فالله لا لباس له ولا شعر ولا نار تحته ولا بكرات هناك، الخ ...
إذاً هذه "القوة" التي أشار إليها يسوع هي ذاتها ذلك "القديم الأيام" أي يهوه الله. وما يدعم أكثر هذا المفهوم الترجمات المختلفة التي تنقلها أحياناً بـ "Mighty one" أو "Almighty" أو "God" الخ... (قارنها هنا بالضغط على "Update"):
http://www.biblegateway.com/passage/?searc...6:64&version=31
أما بالنسبة لاستعمال النبوة هنا الكلمات "يمين القوةوالحظوة والتقرب اللصيق.
[quote] مستر كامل كتب/كتبت
4- لم يشاهد أحد من اليهود أو غيرهم أحدا آتيا
لا، لم يشاهد أحد من اليهود ولا غير اليهود أحداً آتياً على سحاب السماء. فـ "سحاب السماء" ليس إلاّ تعبيراً على الحضور الغير منظور كما قلنا أعلاه. يعني ما وراء الغيوم أو السحب. أما الفعل "آتياً" (أو حالة الوصول أو الحضور) فيدل على الإدراك لا الرؤية البصرية.
[quote] مستر كامل كتب/كتبت
عزيزى سيك أنت تدافع عن قضية خاسرة ولكن دعنى أتفق معك فى بعض النقاط وخصوصا موضوع أن يسوع مخلوق .
طبعاً لا تتوقع مني أن أؤمن بقرآنك وأروّج الأفكار والمنطق الإسلامي، أو أن أشرحها لتتناسب مع إيمانك او إيمان الأديان الأخرى. فكما تعلم أنا أرفض كل شيء خارج الكتاب المقدس. وعلى هذا الأساس أنا أرفض فكرة أو عقيدة الثالوث الباطلة. وقرآنك بالنسبة لي لا يشكـّل استثناءً! فهو أيضاً وأفكاره وتعاليمه آتية من مصادر خارج الكتاب المقدس.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
بالنسبة للموضوع الاساسى وموضوع الجنة والجسد فدعنى اقتبس لك الكلام التالى وعليك فقط أن تفند المنطق الموجود فى هذا الكلام بغض النظر عن مصدره كالتالى:
نعم عزيزي، قرأت اقتباساتك بتمعن. لكنني أيضاً آسف! فهي آتية من مصادر وتصورات وكتابات واختلاقات بشرية، وليست من الكتاب المقدس. ولذلك أرفضها جملة وتفصيلا!
الكتاب المقدس واضح! فعندما خلق الله آدم وحواء خلقهما هنا على الأرض. وكان قد هيأ لهما ولذريتهما جنة ليضعهما فيها. مكان تلك الجنة بحسب سفر التكوين يمكن أن نحدده بالمنطقة الممتدة من الجزء الشرقي لتركيا الحالية إلى شمالي إيران نحو الشرق أيضاً. وقد كان قصد الله منذ البداية أن يقوم آدم وذريته المقبلة بتوسيع تلك الجنة لتشمل كامل الكرة الأرضية. فلم يخلق الله الأرض باطلاً؛ إنما "للسكن صوّرها" (إشعياء 45 : 18). لذلك سيعيد الله هذه الأرض إلى فردوس انسجاماً مع قصده عندما خلق آدم عليها. فالله لا يفشل بقصده ولا يغيّره. وهنا أتذكر كلمات صاحب المزمور 37 : 9 – 11 والتي يقتبسها القرآن ذاته:
[QUOTE]"37: 9 لان عاملي الشر يقطعون و الذين ينتظرون الرب هم
يرثون الارض
37: 10 بعد قليل لا يكون الشرير تطلع في مكانه فلا يكون
37: 11 اما الودعاء
فيرثون الارض
http://www.st-takla.org/pub_oldtest/19_psalm.html
القرآن يقول: [QUOTE]"أما قرأتم في الزبور (كتاب المزامير) أن
الأرض
هل لاحظت وعد الرب لخائفيه؟ إنها
وراثة الأرض وليس السماء. فمكان الجنة سيكون هنا على هذه الأرض.