اقتباس:الطوفان الأخضر كتب
لذا فأي نص يدعي أنه يتحدى القرآن، كلام الله، لا يخضع للتقييم إلا في حالة ترتيله، فالسكنات والوقفات والإدغام والإخفاء والإقلاب، لا يمكن فصلها عن النص القرآن، تماما كعروض الشعر، واماكنها هي جزء من سحر النص القرآني.
ثانيا، كل نص كتب في تاريخ البشرية، كان هناك نجاح في استنساخه أو السير على منواله احتاج لشيء يدعى قواعد الكتابة، العروض في الشعر ، قواعد كتابة الرواية قواعد كتابة القصة القصيرة ، المسرحية ، المقال ... ألخ
ولكن القرآن وقف منذ أكثر من ألف و أربعمائة عام مطلسما أمام من حاول فك قواعد كتابته التي تجعل من يسمعه يخشع ويخضع ويتعجب ويبكي ويأمل ويفهم ويفخر ويأسف
لا يوجد نص يحرِّك ويغيِّر مشاعر من يتقنونه كالقرآن الكريم بهذا التناقض والتأثير
والقرآن الكريم يحتاج إلى طريقة خاصة كي يقرأ، التلاوة، فهي التي تجعله رطبا نديا، وأيضا لم نسمع عن نص يحتاج إلى وسيلة قراءة وقواعد قراءة مختلفة عن غيره كي يفهم إلا القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
وكل أسلوب أدبي جديد، يبدأ بأحد ما، ضعيفا، ويتطوَّر عبر الأجيال، وتتغير قواعده ليخرج في النهاية بأسلوبه المكتمل، الذي قد يتغيَّر أيضا بعد ذلك
هل هذا صحيح؟
1) أعتقد بأن "القراءات" تكونت في فترة لاحقة على "مبعث محمد"، وهي أخذت شكلها النهائي في القرن الثامن والتاسع الميلادي فقط.
2) النص القرآني هو "تطوير" "لسجع الكهان القديم". ولعل السور المكية الأولى بأسلوبها القصير القاطع القاصم تذكرنا كثيراً بأسجاع "قس بن ساعدة الإيادي".
لنلاحظ الآن بأن "مسلمة" (خصم الرسول ومنافسه على النبوة عند العرب) كان "يسجع" أيضاً. بل أن هذه العادة استمرت عند كافة "المتنبئين" بعد الإسلام كما نلحظ عند "المختار" إبان خروجه.
3) أعتقد بأن تأثير النص له جانب موضوعي، ولكن جانبه "الذاتي" يطغى. بمعنى أن "أي نص" يستطيع أن يؤثر في المتلقي تأثيراً شديداً إذا ما نظر إليه هذا الأخير عبر هالة من الانفعالات "الدينية" أو "الروحية" المختلفة.
هناك أشخاص يطربون حتى يترنحون على صوت "مغن"من المغنين. وهناك آخرين يرددون عبارة "الله حي" في "حفلة زار" وتراهم يتخدرون من خلالها، حتى تكاد تحسبهم آتين من عالم آخر.
"تأثير النص" ليس مقياساً "لجودته" إذاً، فهذا التأثير يخضع لعوامل كثيرة من جانب المتلقي لا علاقة للنص بها.
4) نستطيع أن نفهم الكثير من السور والآيات القرآنية بدون "التلاوة" وقواعدها. فالفهم ليس مرتبطاً بكليته بالقراءة.
نستطيع أيضاً ان نقرأ النص ونقرأ التفاسير معه كي نفهمه أكثر، ونفهم ما فهمه المسلمون منه.
5) هل خضع "أسلوب القرآن الكريم" للتطوير؟
باعتقادي، نعم. وأي نظرة بسيطة إلى أسلوب السور وا لآيات المكية ومقارنتها بالمدنية نجد هذا التغير وهذا "التطوير". ولعل قراءة "القرآن" مرتباً - بما نستطيعه - حسب نزوله يجعلنا ننتبه إلى هذا "التطور" في "الوحي" وموضوعاته وأسلوبه. فالسور والآيات المكية القصيرة المكثفة الشديدة السجع تختلف اختلافاً بيناً عن "سورة البقرة" (مثلاً) والسور المدنية "الطويلة النفس".
مجرد رأي ...
واسلموا لي
العلماني