أخي زيد ، أحسن الله إليك ونفع بك .
الزملاء الكرام
لقد تبين لي أن موضوع الزميل باصيل منقول حرفياً عن الكاتب عمرو اسماعيل ، ولذلك سوف يتوجه خطابي إلى الكاتب ، ونأخذ على زميلنا عدم الأمانة في النقل ، فكان يحسن به أن يشير إلى صاحب الموضوع ، وكان يحسن به أن يطرح ما هو من دراسته وبحثه ، وإلا فنحن نحاور المواقع والروابط .
[quote]
باصيل كتب/كتبت
وصعد الخليفة عمر بن الخطاب المنبر، وقال:"أيها الناس بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب، فأحبها إلي أحسنها وأقومها، فلا يبقين أحد عنده كتاب إلا أتاني به فأرى رأيي فيه. فظن الناس الذين كتبوا عن رسول الله أنه يريد أن ينظر بها، فأتوه بكتبهم، فجمعها وأحرقها. ثم قال: أمنية عندي كأمنية أهل الكتاب. ثم كتب إلى عماله في الأمصار قائلاً: من كان عنده من السنة شيء فليتلفه (ابن حزم: الإحكام، ج2، ص 139)
هذا الأثر ضعيف بسبب الإنقطاع ، أخرجه الخطيب البغداي في تقييد العلم وبنحوه ابن سعد في الطبقات ( مع اختلاف في اللفظ ) كلاهما عن القاسم بن محمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والقاسم ولد بعد وفاة عمر بأكثر من عشر سنوات فعلى ذلك فهو لم يسمع منه ، وكذا قال العلامة المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة .
[quote]
باصيل كتب/كتبت
[color=Blue إن اتهام أبي هريرة بالكذب جاء حتى من الأوساط السنية المعروفة بولعها برواية الحديث وتعظيمها له، كما يتبين من وصف أحد كبار الحنابلة :"لم يكن من فقهاء الصحابة، وقد أنكر عليه عمر بن الخطاب أشياء" (الجوزي: مرآة الزمان، ج1، ص23). [/color]
هذا تضليل واضح من الكاتب عمرو اسماعيل ، فإن عبارة " لم يكن من فقهاء الصحابة" ليست تكذيباً له في مروياته ، فعلوم الإسلام تنقسم إلى حديث وتفسير وفقه وغيره ، وهناك من الصحابة من برع في التفسير كابن عباس وابن مسعود ، ومنهم من برع في الرواية والحفظ كأبي هريرة وجابر بن عبد الله، ومنهم من برع في الفقه كابن عمر وأبيه وعائشة ، فكون أبي هريرة ليس مشهوراً في الفقه لا يضره وليس هذا تكذيباً له ، فهو معروف بالرواية ، وكون ابن عمر غير مشهور بالتفسير لا يضر روايته وفقهه ، تماماً كما رأينا في الكثير من العلماء من يشتهر بفن دون آخر ، وليس هذا مما ينقص ويطعن في العلوم التي اختصوا واشتهروا بها .
أما قوله أنكر عمر عليه أشياء ، فهذا يحتاج إلى دليل وأمثلة حتى نجيب على ضوئها .
فهذا ابن عمر رضي الله عنه يقول له (كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمنا بحديثه ) رواه أحمد في مسنده والحاكم وصححه ووفقه الذهبي .
فهل يخالف ابن عمر أباه لو عرف عنه أنه يكذبه ؟
[quote]
باصيل كتب/كتبت
وقد اتهمه عمر بن الخطاب ليس بالكذب فحسب بل وبسرقة مال المسلمين عندما ولاه البحرين.
عمر رضي الله عنه كان معروفاً بالحزم وعدم التساهل في محسابة ولاته وذلك حفاظاً منه على أموال ومصالح المسلمين ، فلما رآى ما عند أبي هريرة استنكر وسأله ، وهذا نص الرواية كما أخرجها ابن عساكر وأبو نعيم عن
محمد بن سيرين قال : "استعمل عمر أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه، قال: لست بعدو الله ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، قال: فمن اين هذا - قال: خيل نتجت لي وغلة رقيق، وأعطية تتابعت علي، فنظروا فوجدوه كما قال. ثم بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى ".
فلقد تبيّنت براءة أبي هريرة رضي الله عنه ، ولذلك أراد عمر أن يوليه مرة أخرى ، ولكن كاتب المقال أخفى هذه الحقيقة ولم يذكرها في محلها لغرض في نفسه .
والطريف أن الكاتب أورد ما يشبه هذه الرواية بعد بضعة أسطر ، حيث تظهر سطحية التفكير والنقد .
[quote]
باصيل كتب/كتبت
وقد روى مسلم في صحيحه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة لما سمعه يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): - من قال لا إله إلا الله دخل الجنة-
هذا القول من الكاتب هدفه أن يلبس المسألة على القارئ ليظن أنّ عمر رضي الله عنه ضرب أبا هريرة تكذيباً لروايته ، وهذا عين الغش والتدليس ، فالرسول صلى الله عليه وسلك كما جاء في الرواية عند مسلم
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل أبا هريرة وأعطاه نعليه كعلامة أنه أرسله ليبشر بالجنة من يلقاه "يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه " فلقي عمر وأخبره فضرب عمر بيده بين ثديي أبي هريرة فقال أبو هريرة "فخررت لاستي" ...
ثم ذهبا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم .
فالمسألة ليست لأن أبا هريرة يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، فالرواية تؤكد صدقه وأنه سمع من النبي عليه السلام ، ولكن كان هذا من عمر لأجل رأي رآه وأراد أن يعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال النووي "وليس فعل عمر رضي الله عنه ومراجعته النبي صلى الله عليه وسلم اعتراضا عليه وردا لأمره إذ ليس فيما بعث به أبا هريرة غير تطييب قلوب الأمة وبشراهم ، فرأى عمر رضي الله عنه أن كتم هذا أصلح لهم وأحرى أن لا يتكلوا ، وأنه أعود عليهم بالخير من معجل هذه البشرى . فلما عرضه على النبي صلى الله عليه وسلم صوبه فيه ".
فأبو هريرة صادق في روايته وليس في ذلك أدنى شك ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً .
[quote]
باصيل كتب/كتبت
وروى ابن عبد البر عن أبي هريرة نفسه قال: لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة
قال المعلمي في الأنوار : ((يروى هذا عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن أبي هريرة، وابن عجلان لم يدرك أبا هريرة. فالخبر منقطع غير صحيح )) .
ثم بعد أن ذكر لنا الكاتب قناعة ابي هريرة في ملئ بطنه لملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء ليعيره فقال ((ويدل ما أثر عنه من فعل وقول انّه كان رجلاً محبّاً للمال وذاخراً له)) .
ثم جاء ليثبت فريته وتجنيه فقال :
[quote]
باصيل كتب/كتبت
فلنأت ببعض النماذج الدالة على ذلك:
فعن ابن المسيب، قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت، وإذا أمسك عنه تكلّم.
وهذه قد أجاب عنها أخي زيد جزاه الله خيراً في الرد رقم 13 هنا:
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...33371#pid333371
ثم قال :
[quote]
باصيل كتب/كتبت
روى إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة: انّ عمر قال لاَبي هريرة: كيف وجدت الاَمارة؟ قال: بعثتني وأنا كاره، و نزعتني وقد أحببتها.وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين.
فقال: ما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفاً.
قال: من أين أصبتها ؟ قال: كنت أتّجر، قال: أنظر إلى رأس مالك و رزقك فخذه، واجعل الآخر في بيت المال
هذه الرواية هنا ضعيفة بسبب الإنقطاع ، فعبد اللّه بن أبي طلحة لم يدرك عمر ، ولكن الرواية التي أوردناها آنفاً عن محمد بن سيرين رجالها ثقات ، فنقول وبالله تعالى التوفيق ، ليس في تملك المال بالحلال عن طريق التجارة ما يقدح البتة ، وليس عيباً أن يتاجر المرء ويكسب المال ، فما يقدح به الكاتب هنا هو مجرد طعن ممن احتار كيف يجد الطعن ، فنعوذ بالله من التعصب والحقد كيف يفعل بأهله .
يتبع إن شاء الله ..