عزيزي عبد التواب , الاخوة الافاضل
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
ثانـياً : إن دخل الفساد لأدم فمن المنطقي بل ومن البديهي أن يدخل لأولاده ، لأن لهم نفس الطبيعة البشرية ، فالمسئول عن دخول الفساد لأدم هو المسئول عنه لذرية أدم ، بل من هذا المنطق فإن أدم لم يخطئ عن عمد وإصرار ، كما في الصلب والإهانة اللذان كانا عن عمد و إصرار.
كلام جميل و انا متفق عليه و لا هلاف على ذلك , عندما فسدت طبيعة
آدم و هو منبع البشرية فسدت طبيعة كل أبناؤه و نسله لأنهم خارجين منه .
و آدم لم يخطئ عند عمد , متفق معك فيها لأن طبيعته كانت نقية و لم تكن قد تلوثت بعد , لقد أراد ان يجرب ماقاله الشيطان في مواجهة كلام الله الذي نهاه عن الاكل من الشجرة و هذه هي الطامة الكبرى
لأن كلام الله لا يقارن بكلام الشيطان .
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
فالدافع لخطيئة أدم هو مجرد الجهل و النسيان و حب الاستطلاع و الغريزة وهذه هي الفطرة والطبيعة الإنسانية نفسها والتي لا ذنب لأدم في وجودها ، وكان ذنبه هو الاستسلام وعدم الصمود فقط ( هذا هو المنطق )
الدافع هو الجهل و النسيان ..........لا أتفق معك بهذا لأن الله حذره من الاكل من الشجرة و الآيات واضحة سواء بالقرآن أو الكتاب المقدس
( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:35)
الدافع هو حب الاستطلاع ........ متفق معك بهذا و آدم نتيجة خطأ غير متعمد وضع كلام الله في مقارنة مع كلام الشيطان و لهذا وقع بالفخ
و فسدت طبيعته و بالتالي كل نسله و حكم علي البشرية بالموت لكي تتخلص من تلك الطبيعة .
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
بصراحة : حيرتني وأتعبتني معك :
مادام الإنسان لا يميل لفعل الشر ، فلماذا إذن أكل ؟ لا تقل فساد الطبيعة ، فهي مجرد تكهنات ، لأنك لم تفسر من أين جاءت هذه الطبيعة الفاسدة هل من الإنسان نفسه ، أو من الخالق ، أو من أين بالتحديد.
خللي بالك طويل شويتين يا سيد عبد التواب , ملاحظتك في منتهى الذكاء و الوجاهة .
أولا : هناك فارق بين ( الطبيعة ) nature و ( الإرادة ) will
( الطبيعة ) هي نوع الإنسان و نفسيته أما ( الإرادة ) فهي ما يشتهيه الإنسان و ما يرغب فيه
إذا كانت ( الطبيعة ) نقية فيكون ساعتها ما ( يشتهيه ) الإنسان و ما يتعمد فعله صالحا و جيدا إذا كانت ( الطبيعة ) فاسدة فيكون ساعتها ما ( يشتهيه ) الإنسان و ما يتعمد فعله رديئا
و إذا رجعت لقصة آدم في الجنة سواء في الكتاب المقدس أو في القرآن وهما كما أوضحنا متطابقين لا نجد أن أبونا آدم أو أمنا حواء قد ( تعمدا ) الأكل من الشجرة الذي حدث أن آدم و حواء كانا يعلمان جيدا بما يجب ألا يفعلاه و لكن الشيطان متخفيا في شكل الحية أغرى حواء بكسر الوصية و كلمت زوجها آدم ففعل الشيء نفسه و خالف وصية
الله غير متعمدا .
طبيعة آدم عند خلقه كانت ولاشك نقية لأن الله خلقه وفقا للكتاب المقدس و للقرآن على أحسن تقويم و فعله المعصية لا يعبر على أن طبيعته ساعتها كانت فاسدة …….. لماذا ؟؟؟؟؟
لأنه لم يذهب للخطية
( متعمدا ) بنفسه رغم علمه بعدم وجوب الأكل من الشجرة المحرمة .
ما حدث كان زلة غير متعمدة نتيجة رغبة لدى آدم في تجربة كلام الله في مقارنة مع كلام الشيطان .
الذي حدث بعدها أن هذا التعدي أفسد ( طبيعته ) فأصبح من الممكن بعدها أن يشتهي الخطية ( متعمدا ) و أصبحت ( أرادته ) و ( مشيئته ) فاسدة لأنه أصبح يعرف جيدا ما يجب أن يفعله و ما لا يجب أن يفعله و مع هذا نجد الإنسان يستلذ متعمدا و يشتهي الخطية .
هذا هو يا عزيزي مفهوم فساد ( الطبيعة ) الذي يؤدي إلى فساد
( الإرادة أو الرغبة أو المشيئة ) .
الخطية هي الخطية سواء كانت متعمدة أم غير مقصودة , و الله خلق الإنسان بطبيعة نقية و لكنه لم يخلقه ( معصوما ) من الخطأ سواء كان مقصودا أم لا لأن العصمة لله وحده لأنه لا يخطئ سواء هذا الخطأ متعمدا أم لا .
هل يستطيع أي فرد منا أن يدعي أنه لا يخطئ عند عمد ؟؟؟؟؟
هل يستطيع أي منا الإدعاء بأن كل أخطاءه زلات غير مقصودة ؟؟؟؟؟
ألم يحدث أبدا أننا نكون عارفين بالخطأ و مع هذا نفعله ؟؟؟؟
ألا يحدث أبدا أننا نكذب ( متعمدين ) إنقاذ لأنفسنا من مأزق رغم علمنا الجيد أن هذه خطية ؟؟؟؟
ألا يحدث أبدا أننا ( نتعمد ) النظر لمنظر خليع أو إباحي قد نراه في حياتنا رغم علمنا أن هذا خطأ ؟؟؟؟؟
عزيزي هذا المعنى ( فساد الطبيعة ) الذي يؤدي إلى فساد ( الرغبة أو المشيئة ) نجده بوضوح شديد في حياتنا و نراه أمام أعيننا و قد عبر عنه القرآن في الآتي :
( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)
فنحن جميعا كما أوضحت لك لا يوجد أحد فينا يدعي أنه لم يشتهي خطية أو لم يفعلها متعمدا و هذا هو فساد الطبيعة أم الخطايا الغير مقصودة فهي لا تنبع من طبيعة فاسدة كخطية آدم الأولى لكن مشكلتها
أنها أدت إلى فساد الطبيعة بعد فعلها و لذلك تجد الإشارة لهذا في القرآن و الكتاب المقدس و المرموز أليها بأنهما انفتحت أعينهما و رأيا عوراتهما
( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ) (لأعراف:22)
الفكرة الرئيسية عزيزي التي أتحدث عنها هي : تعمد فعل الخطية من عدمه .
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
أما إن مكنت أنا ذلك النادل من توسيخ القميص ولم أنتبه للتحذير من حقده علي فسأتحمل مسئولية ذلك ، وأستمر في الحفلة ، أو أغسل بدلتي ، وأنتظر حتى تجف .
و طبيعة الفساد بالانسان مثل البقعة التي لا يصلح معها الغسيل بل تغيير كامل الحلة .
ولك السلام و التحية
عبد المسيح