يوسف القرضاوي
--------------------------------------------------------------------------------
القرضاوي: العنكبوت والحمامتان لا وجود لهما.. وروايتهما تخالف النص القرآني
كتب: وحيد رأفت
أنكر الدكتور يوسف القرضاوي صحة معجزة الحمامتين والعنكبوت الشهيرة في رحلة الرسول «عليه الصلاة والسلام» من مكة الي المدينة، وقال في قسم فتاوي واحكام، العقائد والغيبيات علي موقعه الالكتروني الرسمي.
إن الناس في قضية المعجزات المحمدية الحسية ومعجزات الهجرة خاصة ثلاثة اصناف، الاول يبالغ في الاثبات وسنده في ذلك ما حوته الكتب ايا كانت هذه الكتب سواء كانت للمتقدمين او للمتأخرين وسواء كانت تعني بتمحيص الروايات ام لا تعني وسواء وافق ذلك الاصول ام خالفها وسواء قبله المحققون من العلماء ام رفضوه.
ووصف القرضاوي هؤلاء بأنهم اصحاب عقلية عمياء لا تستحق ان تناقش لأن الكتب علي حد وصفه فيها الغث والسمين والمقبول والمردود والصحيح والمختلق الموضوع، وقال: قد ابتليت ثقافتنا الدينية بهؤلاء المؤلفين الذين يتبعون الغرائب ويحشون بها بطون الكتب وان خالفت صحيح المنقول وصريح المعقول.
ويتحدث القرضاوي عن الصنف الثاني وهم الذين يذكرون الروايات باسانيدها فلان عن فلان عن فلان، ولكنهم لا يذكرون قيمة هذه الاسانيد اهي صحيحة ام غير صحيحة؟ وما قيمة رواتها، اهم اهل ثقة مقبولون ام ضعاف كذابون، معتمدين علي انهم اذا ذكروا السند فقد ابرأوا انفسهم، وهذا موقف جمهرة الكتاب والمؤلفين في عصرنا حين ينقلون من تاريخ الطبري او طبقات ابن سعد او غيرهما.
ويقول القرضاوي: اقتضت الحكمة الالهية ان تكون معجزة الرسول محمد «صلي الله عليه وسلم» عقلية ادبية لا حسية مادية، وذلك لتكون انسب للبشرية بعد ان تجاوزت مراحل طفولتها ولتليق بطبيعة الرسالة الخاتمة الخالدة، فالمعجزات الحسية تنتهي بمجرد وقوعها اما العقلية فتبقي.
ويقول القرضاوي ان القرآن هو الآية الكبري والمعجزة الاولي لرسولنا «صلي الله عليه وسلم» وان الله كرم رسولنا بآيات كونية جمة وخوارق حسية عديدة مثل الاسراء الذي ثبت بصريح القرآن، والمعراج الذي اشار اليه القرآن، ونزول الملائكة في غزوة بدر وانزال المطر لاسقائهم فيها وتطهيرهم وتثبيت اقدامهم علي حين لم يأت المشركين من لك شيء وهم بالقرب منهم وحماية الله لرسوله وصاحبه وهما في الغار يوم الهجرة ومثل اشباع العدد الكثير من الطعام القليل في غزوة الاحزاب وفي غزوة تبوك.
ويري القرضاوي انه لا ينبغي تصديق الا الخوارق التي نطق بها القرآن او جاءت بها السنة الصحيحة الثابتة.
ويضيف ان ما اشتهر من ان النبي «عليه الصلاة والسلام» حين اختفي في الغار عند الهجرة من المدينة جاءت حمامتان فباضتا علي فم الغار، كما ان شجرة نبتت ونمت فغطت مدخل الغاز، فهذا اما لم يأت به حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف.
اما نسج العنكبوت علي الغار فقد جاءت به رواية حسنها بعض العلماء وضعفها آخرون، وظاهر القرآن يدل علي ان الله تعالي ايد رسوله يوم الهجرة بجنود غير مرئية كما قال تعالي: «وأيده بجنود لم تروها» والعنكبوت والحمام جنود مرئية ولا شك - كما يقول القرضاوي - النصر بجنود غير مشاهدة أقوي في الدلالة علي القرة الالهية والعجز البشري واشتهرت هذه الخوارق بين جمهور المسلمين بسبب المدائح النبوية للمتأخرين وبخاصة «نهج البردة» للبوصيري يقول فيها: ظنوا الحمام، وظنوا العنكبوت علي خير البرية لم تنسج ولم تحم.
وقاية الله اغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عال من الأكم.
ويقول الدكتور عبدالصبور شاهين لا يوجد مثل هذه الاشياء من عنكبوت وحمام في هجرة الرسول (عليه الصلاة والسلام) لأنه ليس هناك ضرورة والله لا يحمي نبيه باستخدام العنكبوت لأنه اذا اراد ان يقول للشيء كن فيكون.
ويري شاهين ان هذه الرواية في الغالب من خيال القصاص كما ان اهل المدينة لم يستقبلوا النبي «عليه الصلاة والسلام» بنشيد طلع البدر علينا ولا يوجد في كتب السيرة ما يؤكد ذلك وانما هو من خيال القصاص ايضا.
ويقول الشيخ خالد الجندي ان وجود الحمام يدل علي وجود ماء وهو ما كان سيدفع اهل قريش للاهتمام بالغار والبحث عن مصادر المياه التي يعيش حوله الحمام، وابو جهل لم يكن صديقا لجمعية محبي الطيور والحمام وبالتالي فمن غير المعقول ان يترك الحمامتين ترقدان امام الغار.
واضاف ان المعجزة غير مرئية، لكن الذي يعتقد بوجود العنكبوت والحمامتين لا اثم عليه، ويؤكد الجندي ان الخطأ جاء بسبب كتب التربية الدينية التي يضعها غير متخصصين وليسوا من خريجي الازهر!!
وقال د. العجمي الدمنهوري الاستاذ بجامعة الازهر ان الروايات التي وردت حول رواية نسج العنكبوت والحمامتين ضعيفة ضعفا شديدا، وكتب السيرة النبوية لم تعتمدها ولم يثبت صدقها.
الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية يؤكد ان رأي الدكتور يوسف القرضاوي صحيح في ان الروايات التي تثبت وجود العنكبوت والحمامتين ضعيفة واختلفت الروايات حولها فقيل اثنتان وقيل ثلاث وقيل واحدة.
ولكن لسنا مطالبين بالايمان بتلك الروايات الضعيفة لأن الله تعالي اشار في كتابه العزيز في قوله «ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأيدهم بجنود لم تروها».
وعلي هذا فإن رأي القرضاوي صحيح ولا شيء فيه.
http://almaydan.org/690/details5.php