اقتباس: Hajer كتب/كتبت
ومع ذلك نجد سيدنا عيسى قد ختن و بولس حرم الختان لماذا ؟
شكرا
هل كان الختان اليهودي شريعة موسوية ؟؟
هل كان المسيح يعلم بانه يجب على الامم ان يختتنوا ؟؟
هل كان بولس يعلم بالغاء الختان بالضرورة ؟؟
وهل اختلف بولس مع باقي الرسل (مثل بطرس ويوحنا ويعقوب وغيرهم ) في موضوع اهمية الختان بالنسبة للفكر الايماني المسيحي ؟؟؟؟
هذا ما سوف نحاول الاجابة عليه
بداية : الختان كان عهد الله مع ابراهيم ونسله وسوف نناقش هذا في وقته ، اي ان الختان كان علامة العهد بين الله وابراهيم ونسله لتفرقته عن الاممي ( كل الشعوب غير اليهودية ) (تكوين 17 : 10 - 14)
ولم يكن هناك تعليما واضحا وصريحا من المسيح باهمية الختان ، ولكن في بداية الكرازة بالايمان بالمسيح كانت هناك حادثة استدعت الرسل جميعا الى الاجتماع في اورشليم
واليك ما حدث في المجمع الاول بين الرسل في اورشليم ( اعمال الرسل الاصحاح 15)
"1 وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا. 2 فلما حصل لبولس وبرنابا منازعة ومباحثة ليست بقليلة معهم رتبوا ان يصعد بولس وبرنابا واناس آخرون منهم الى الرسل والمشايخ الى اورشليم من اجل هذه المسئلة. "
كان الرسول بولس وبرنابا يخدمان ويكرزان بكلمة الرب للخلاص في انطاكية ، وحسب ما كان معمولا سابقا في هذه الخدمة لم يذكر احد الختان بأنه عملية لازمة للخلاص ، ولكن جاء بعض (( اليهود)) يعلمون انه يجب ان يختتن المؤمن حسب عادة موسى لكي يتم الخلاص ( لاحظ هنا انهم ارجعوا الامر لموسى وليس لابراهيم في حين ان عهد الختان كان بين الله وبين ابراهيم ) ، وانتهى الامر بوجوب النزول الى اورشليم لمناقشة الرسل والمشايخ في اورشليم من اجل هذه المسألة
"5 ولكن قام اناس من الذين كانوا قد آمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا انه ينبغي ان يختنوا ويوصوا بان يحفظوا ناموس موسى 6 فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الامر"
في اول وصولهم اورشليم اثار عدد من المؤمنين المسيحيين من خلفية يهودية فريسية انه ينبغي ان يختتن الاممي المؤمن بالمسيح ، فاجتمع الرسل والمشايخ للنظر في المسألة
واذا تابعت القراءة ستعرف ان بطرس وقف ليتكلم ويقول عما حصل له مع كرنيليوس الاممي الذي آمن ( قصته في الاصحاح العاشر ) وباختصار عندما كان بطرس يكلمه وجد ان روح الله القدوس حل عليه وتكلم بالسنة تماما مثلما حدث مع الرسل والتلاميذ في يوم الخمسين ( راجع اعمال الرسل الاصحاح الاول ) وتكلم بطرس انه اذا كان الله اعطاه علامة على قبول ايمانه بمعمودية الروح القدس وهوالاممي غير المختون ؟؟؟ كيف لبشر بعد ذلك ان يضعوا قانون لم يضعه الله ؟؟
ثم تكلم بعد ذلك بولس وبرنابا عن رحلتهم للكرازة بين الامم وكيف ان الله كان يصنع عجائب ومعجزات بينهم وهو ما أكد كلام بطرس ان الله يقبل ايمان الامم بغير شرط الختان
ثم تكلم يعقوب ( المعتبر رئيس كنيسة اورشليم في ذلك الوقت ) وتكلم قائلا :
"13 وبعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعوني. 14 سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم ليأخذ منهم شعبا على اسمه. 15 وهذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب. 16 سارجع بعد هذا وابني ايضا خيمة داود الساقطة وابني ايضا ردمها واقيمها ثانية 17 لكي يطلب الباقون من الناس الرب وجميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا كله. 18 معلومة عند الرب منذ الازل جميع اعماله. 19 لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم. 20 بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم."
بعد ذلك استقر الامر على كتابة رسالة بهذا المضمون توزع على كل الكنائس التي آمنت بالمسيح في كل مكان ، ويقوم بتوزيع هذه الرسالة اثنين من الشيوخ يذهبان مع بولس وسيلا الى انطاكية لتبليغ هذه الرسالة التي اجمع الرسل كلهم بالاتفاق عليها (رأينا وقد صرنا بنفس واحدة ) كما سترى في مضمون الرسالة
"22 حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة ان يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما الى انطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الاخوة. 23 وكتبوا بايديهم هكذا.الرسل والمشايخ والاخوة يهدون سلاما الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية وسورية وكيليكية. 24 اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال مقلّبين انفسكم وقائلين ان تختتنوا وتحفظوا الناموس الذين نحن لم نأمرهم. 25 رأينا وقد صرنا بنفس واحدة ان نختار رجلين ونرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا وبولس. 26 رجلين قد بذلا انفسهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح. 27 فقد ارسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الامور شفاها. 28 لانه قد رأى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة 29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.كونوا معافين 30 فهؤلاء لما أطلقوا جاءوا الى انطاكية وجمعوا الجمهور ودفعوا الرسالة. 31 فلما قرأوها فرحوا لسبب التعزية."
هذا هو قرار المجمع الذي اتفق عليه جميع الرسل والتلاميذ والحواريين وكان بينهم بولس ، وكان هذا الرأي هو رأي الروح القدس نفسه الذي كان قد اعطي للرسل ( راجع اعمال الرسل اصحاح 2)
اذا رأي الروح القدس للداخلين الى الايمان المسيحي الاكتفاء بالامتناع عما ذبح للاصنام والدم والمخنوق والزنى ، ولم يشترط الختان كشرط لكي يصير الانسان مسيحيا
الان ماذا قال بولس في رسائله ؟؟؟
"
لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة."
(غلاطية 5 : 6)
وايضا
"12 جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوا لاجل صليب المسيح فقط. 13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم. 14 واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم. 15
لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الخليقة الجديدة."
(غلاطية 6 : 12 - 15)
اذا فرسائل بولس لا تبطل الختان ، ولا تمنعه ، ولكنها تقول نفس نص الرسالة التي اتفق عليها الرسل جميعا ، ان الختان لا ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة ، الايمان هو الذي يجعل الانسان خليقة جديدة وليس الختان ، كل انسان (حتى لو كان من الامم غير المختونين ) يستطيع ان يصبح مؤمنا بالمسيح بدون ان يصير يهوديا اولا ( اي يختتن )
كلام الرسول بولس في رسالته الى غلاطية يوافق ويطابق بشكل لا يمكن انكاره ، ما جاء في الرسالة التي وافق عليها المجمع الرسولي في اورشليم . فكما ان المجمع اوصى بان يرسل شيوخا مع بولس وسيلا الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية وسورية وكيليكية اي ان غلاطية تقع في زمام هذه المدن ، فاذا كتب بولس ما يخالف رأي اجماع الرسل لكان ظهر الاختلاف بوضوح وهذا مالم يحدث