[CENTER]في الذبيح القرآنى[/CENTER]
نتعرض في هذا البحث لدراسة قضية الذبيح في الاسلام ملحق به عرض لملخص ما دار بيننا و بين الصفى حول موقف الاسلام من الذبيح ان اتفقنا ان هذا الموقف هو النصوص و رأى الرجال في النصوص
خطة البحث تأتى بعرض مقدمة شديدة الايجاز للاشكالية يليها عرض و تحليل للنص القراني ثم محاولات المفسرين لفهم النص مستعرضا للادلة التى يمكن ان تفيدنا في فهم هذه الاشكالية متبعا ذلك بعرض ادلة الصفى و دراستها ثم الخروج بنتيجة نظن انها واضحة .
اكتفينا بذكر المصادر التى ساعدتنا دون (اللينكات ارقام الصفحات) توفيرا و يمكن مراجعة معظم المصادر بالتفاصيل و النقاش حولها
هنا , و مستعد لتوفير اي معلومات بشأن ( الصفحة اللينك ) لتسهيل الوصول الي ما اقتبسناه من المصادر فور الطلب .
مقدمة
ثبت في الوجدان الانساني نسبة الذبح الي اسحق حيث – و لفترة طويلة جدا – كان النص التوراتي هو السجل الوحيد للتعاملات بين ( الله الانسان) , و هذا لا ينفى وجود بعض المصادر الاخرى و التى غالبا ما اندمجت في صور اساطير اممية , حتى جاء الاسلام .
اتهم الاسلام بمحاولته كسب ود اهل الكتاب و عندما فشل انقلب عليهم .
في النص القراني الذي نتعرض له اشكالية من هذا النوع العربي اليهودي خلقها القران لسبب او لاخر
فهل يكشف هذا الغموض شيئا في شخصية محمد من التضارب بين الرغبة في (الاستقواء بتأييد اليهود ) و ايضا الرغبة في ( مخالفة اليهود للعداوات المعروفة )؟
السورة سورة مكية .... كتبت وقت الاستضعاف مما يؤيد نظرية الحاجة الي تأييد اليهود , دون تجاهل وجود التاريخ اليهودي العربى و كل ما حمله , ولا نظن اننا نأتى بمفاهيم جديدة فهذا ما جاء في
تفسير التحرير و التنوير فقال
(
وقد أشارت هذه الآيات إلى قصة الذبيح ولم يسمه القرآن لعله لئلا يثير خلافا بين المسلمين وأهل الكتاب في تعيين الذبيح من ولدي إبراهيم وكان المقصد تألف أهل الكتاب لإقامة الحجة عليهم في الاعتراف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتصديق القرآن )
نستنتج من ذلك انه لا سبيل فعلا الي تحديد الذبيح و الا لفشلت خطة القران , كذلك فيه اتهام للقران بجبنه و عدم قدرته علي مواجهة اهل الكتاب بالحقيقة ( كل هذا بشرط ان يكون الذبيح هو اسماعيل و ينتفى بانتفاءه )
بعض المفسرين وجدوا حل اللغز سهل يسير و البعض الاخر فشل في حله .
و بالرغم من وجود القران و انه ( بلسان عربى مبين ) فما فهم العرب الاوائل هذا القران فهما موحدا !!
فتضاربت الروايات عن ماهية الذبيح و كثر الوضع في هذا الامر فانقسم المسلمون الي فريقين
فريق لا يعارض الكتب الاولى و يجعل من اسحق ذبيحا .
فريق يعارض و يجعله اسماعيل .
و كل قارئ عربى للقران لم يجد القران قد حدد ذهب الي التحديد بادلة اخرى ( هذا ان قرر ان يحدد ) ,و حتى انهم قد اختلفوا علي اعتقاد الاكثرية من اهل العلم من المسلمين فمنهم من قال ان الاكثرية علي اسحق و منهم من قال انها علي اسماعيل و لم يحدث ابدا ان انعقد الاجماع - حتى القرن التاسع عشر على الاقل - قبل مرحلة استضعاف الاسلام من جديد و شيوع عصور الاسلام المظلمة و غياب كبار العلماء و لجوء غالبية المسلمين الي سيكلوجية الاستضعاف و التكتم .
و نحن في دراستنا انما نذكر من كبار العلماء ما قل ان نختلف حولهم .
.
[CENTER]الفصل الاول[/CENTER]
دراسة النص القراني
هو نص سورة الصافات 100 - 113
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ(100)فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ(101)فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ(102)فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(103)وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(105)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106)وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107)وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108)سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ(109)كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(110)إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ(111)وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ(112)وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ
هذا هو النص القرآنى و الوحيد الذي يتعرض لاشكالية الذبيح , و ان جاء في القران عدة مرات ذكر لابراهيم و اولاده و لكن في غير هذه الاشكالية , مما سيتبين لاحقا دور تلك المرات في محاولة تفسير هذا النص
نعود الان الي هذا النص و نلقى عليه نظرة متأنية
يبدأ النص بقول ابراهيم
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100)
فكان التعقيب من الله
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)
و هنا تظهر اول ملاحظة ان طلب ابراهيم كان لولد صالح
فاجابه الله بالبشارة بولد حليم
فهل هنا الولد الحليم هو نفس الولد الصالح ام انه اخر ؟
خاصة ان السياق ذاته يذكر ان الصلاح هو صفة اسحق قائلا
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ (112)
فهل طلب ابراهيم من ربه شيئا فاعطاه الله شيئا مخالفا للطلب ؟
اقتران اسم اسحق ب(الصالحين ) في (112) في نفس النص و هذا امر يدعو للتفكر فذهب بعض المفسرين الي انه تذكير او ما شابه بينما البعض الاخر ربط بين طلب ابراهيم و صفة اسحق المذكورة في نفس الفقرة .
و لو دققنا في البشارة سنجدها بغلام غير مذكور الاسم , فنسأل ايضا هل كان قول الله في الزمن الابراهيمي ( ابشرك بغلام ) ام كان ( ابشرك بغلام اسمه اسماعيل ) ؟
هذا ما اظهره
الالوسي و اللفظ له
فلا يخلو امر اسماعيل من الاحتمالين اما ان ابراهيم لم يسمع من الله اسم المولود المنتظر او انه قد سمعه
فان كان الاول ....فلم لم يسمه الله اسوة باسحق حين يقول
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ ؟
و ان كان الثاني ... فلم حذف الاسم و لم يذكر ابدا في القران بشارة باسم الولد اسماعيل ؟
فكل البشارات لابراهيم في باقى سور القران كانت باسحق , واقترن اسم الولد المبشر به باسم اسحق في كل القران .
اما ان كان المبشر به هو اسحق فلا داع لرفض تعدد الصيغ في السور المختلفة ففي سورة قال البشرى باسحق و في سورة اخرى حذف الاسم للعلم به .
و عن نفس الامر – و لكن في اسحق - قال صاحب (
التحرير و التنوير )
فقال
(
تسمية المبشر به إسحاق تحتمل أن الله عين له اسما يسميه به وهو مقتضى ما في الإصحاح السابع عشر من التكوين " سارة امرأتك تلد ابنا وتدعو اسمه إسحاق "
وتحتمل أن المراد : بشرناه بولد الذي سمي إسحاق )
انتهى.
فما قولنا ان ما ذكر اسم اسماعيل في هذه البشارة اطلاقا ؟
عموما اعقب القران ذلك قائلا
(
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ) مقرنا الغلام المبشر به بحادثة الذبح , فكانت قرينتان من هذه الثلاثة كافية للقول ان الذبيح هو اسحق عند الكثير من الناس
فالقرينة الاولى هي ان المبشر به دائما في القران هو ( اسحق )
و القرينة الثانية هي ان المبشر به هو ( الذبيح )
فلزم ان يكون اسحق هو الذبيح ( و قد اجابوا علي الاعتراضات كما سيأتى فيما بعد )
و ان اكملنا السرد القرآنى نجد
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ(102)فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(103)وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا .
الي هنا الامر واضح هو سرد متتابع للقصة المشهورة الي ان نادى الله ابراهيم .
و يضعنا غياب علامات التنصيص في سؤال عن الازمنة المتداخلة
لو اتفقنا ان القصة ذاتها قد حدثت في ال(زمن الابراهيمي )
و ان رواية القصة في القران قد حدثت في (الزمن القرانى ) اي بعد 600 سنة من الميلاد
فيكون السؤال المطروح امامنا عن المخاطب في ( قد صدقت الرؤيا )
لمن قيلت هذه الجملة
هل لابراهيم في الزمن الابراهيمي كجزء من الحوار بينه و بين ربه؟
ام لمستمعى القرآن؟
و سنشير الي هذه النقطة لاحقا
و سواء ذلك او ذلك فيهدينا (
البغوى) جاعلا من (قد صدقت الرؤيا ) نهاية للكلام
قد صدقت الرؤيا } تم الكلام هاهنا
ثم ابتدأ فقال : { إنا كذلك نجزي المحسنين } والمعنى : إنا كما عفونا إبراهيم عن ذبح ولده نجزي من أحسن في طاعتنا قال مقاتل : جزاه الله بإحسانه في طاعته العفو عن ذبح أبيه
(تفسير البغوى )
و بالرغم من تحليلنا لما جاء بالتفاسير لاحقا الا ان تحديد المخاطب هنا سيكون له دور فوددنا الاشارة اليه
ولا يرشدنا في هذا التحديد ما سيلحق من جمل فكانت
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(105)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106)
فلمن قيلت هذه الجمل ؟
هل هي داخلة في الزمن الابراهيمي و في الخطاب بين ابراهيم و ربه ؟
ام داخلة في الزمن القراني و هي العبرة المستخلصة من القصة السابقة ( فلأنه اطاع فاننا نكافئه خاصة ان تجربته كانت بلاءا مبينا ) ؟
نترك هذا السؤال الزمنى لنكمل في الزمن القراني سرد الاحداث فكانت
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107)وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108)
سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ(109)كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110 )
و هنا تكرار ل (كذلك نجزى المحسنين )!!!
فقد جاءت في (105 ) و ( 110 )
فصل بين المرتين
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107)وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ(109)
في المرة الاولى لذكر ( كذلك نجزى المحسنين )
فالسؤال يكون
( كذلك) تعود علي ماذا ؟
مثل ماذا سيكون جزاء المحسنين ؟
فان قلنا مثل نجاة الذبيح كذلك ينجو المحسنين وجدنا في المرة الاولى لم يكن قد ذكر بعد نجاة الذبيح
اي ان المشبة به غير موجود فكيف اشبه بشئ غير موجود ؟
فخبر الفداء لم يكن قد جاء بعد انما هو قد جاء في( 107 ) فماذا عن المشبه به في (105) ؟
يقودنا هذا ايضا الي سؤال
ما هو جزاء المحسنين نفسه ؟
و ما هو شبيهه ؟
و ان انطلقنا من فرضية بلاغة القران و كونه معجزة ادبية
فما الفائدة من تكرار التشبية في ( 105 110 ) ؟
نترك هذه النقطة ايضا معلقة مع زميلاتها السابقات الي حين
و استكمالا للتحليل الاولى للنص نستكمل عرض النص فيكون
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ(111)
وواضح ان الجملة تشى بالعودة الي الزمن القرانى فلا يوجد ما يجعلنا نعتقد ان هذه الجملة من الزمن الابراهيمي كاستكمال لكلام الله اليه مثل ( قلنا له انه من عبادنا المؤمنين ) بالرغم من وجود كاحتمال في ظل غياب علامات التنصيص و الترقيم من القران لكن البعد بين اخر ما قاله الله لابراهيم علي حد البغوى ( قد صدقت الرؤيا ) مع دخول تكرار (كذلك نجزي المحسنين ) يعطينا الترجيح بالنسبة لزمنها ابراهيمي
و هذه الجزئية لن تخرج في استدلالنا عن اشكالية الزمن التى اشار اليها البغوى و التى اشرنا اليها سابقا
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ(112)
هذه جملة محورية جدا في تفسير المقصود بالذبح
فهل هي بشارة باسحق ؟
ام هي بشارة بنبوءة اسحق ؟
في فلك الاحتمالين السابقين دارت اقوال المفسرين كما سنورد
لكن بمقارنة هذا الاسلوب مع بعض الاساليب الادبية المشابهة تكشف لنا عدة مساقط يمكن منها النظر الي هذه الجملة المحورية
احد هذه المساقط هو مسقط ( تكرار البشارة بايضاح من بعد ابهام )
و هذه الرؤية تعتمد على عدة مبادئ
المبدئ الاول و هو المقبول في بعض مدارس النحو وهو امكانية ( عطف الشئ علي ذاته ) ؟؟؟
المبدئ الثانى هو المعروف ب (عطف المظهر علي ضميره )
المبدئ الثالث هو مبدأ تشويقي قصصى في ( الايضاح من بعد الغموض ) و هي شبيهة لغويا بقاعدة ( التفصيل من بعد الاجمال )
بتطبيق هذه المبادئ مع بعض التصرف نجد الاتى
(فبشرناه بغلام حليم ... و بشرناه باسحق نبيا )
فبشرناه بغلام حليم ..... ( تسقط هذه الجملة ولا مفر عند المستمع في عقله محدثة التساؤل محل الخلاف (من هو الذبيح ؟ ))
فيأتى الايضا (بشرناه باسحق ) ...(هكذا زال السؤال من بعد ان شوقتنا )
فمن افترض ضرورة المخالفة عند العطف فهو يتشدد في الاخذ بمدرسة واحدة دون غيرها
فهنا يحتمل عطف البشارة على ذاتها (ان افترضنا التتابع بين البشارتين) , و ان شئنا الدقة قلنا انه عطف البشارة الواضحة علي نسختها المبهمة هداية للباحث و اشباعا للاثارة
فان اجاز المبدأ الثاني – مما سبق - عطف الاسم الواضح ( المظهر ) علي ضميره ( و الذي يشير الي نفس الاسم بجنسه و نوعه ) , فانه من الاولى و الاخف لغويا ان نقبل عطف الاسم الواضح علي الاسم ( المبهم منه) دون اي اختلال لغوي .
و تخريج اخر هو مقارنة هذه الحالة (فبشرناه بغلام حليم ... و بشرناه باسحق نبيا )
بحالة مشابهة في القران (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) (17 105)
عموما في النهاية سنعرض بشكل مفصل هذه الاحتمالات لتفسير اشكالية الذبيح.
و نكمل تحليلنا الاولى فنتعرض ل
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ
فقد اشكلت هذه الجملة ايضا علي المفسرين في تحديد صحاب الهاء في (عَلَيْهِ)
فهل تتبع قاعدة عودة الضمير الي الاسم الاقرب فتعود علي ابراهيم
و بالرغم من ان هذا هو الاكثر منطقية في السياق الا ان بعض المتكلفين اعادوا الهاء اسماعيل كما اخبرنا صاحب (
فتح القدير ) و هو بعيد كما يقول
و ان استرشدنا بضوء كلمة (ذُرِّيَّتِهِمَا ) فهى لا تنفى ان تكون الهاء علي ابراهيم بل هي ترجح ذلك لاننا نتكلم عن ذرية مشتركة بين ابراهيم و اسحق ولم يكن النص ( و من ذريتيهما ) فهى ذرية واحدة مما يرجع الارتباط بين اسحق و ابراهيم عنه بين اسحق و اسماعيل في هذه البركة لاختلاف ذرية اسحق عن اسماعيل
الي هنا انتهى التحليل الاولى بمساعدة طفيفة من كتب التفاسير
و على هدى التحليل السابق وبالاخذ بظواهر النصوص – كما يقول بعض المفسرين - نجد النص يتحدث عن اسحق فكانت عناصر حديثه
1- طلب ابراهيم احد الصالحين من الله
2- اقتران الصلاح ب (اسحق )
3- مبشر به
4- اقتران المبشر به ب( اسحق) (( سواء في الاسم الصريح في هذه السورة او في كل اجزاء القرآن))
5- افصاح عن بشارة بنبوءة اسحق
6- افصاح عن بركة لاسحق و لابراهيم
و هكذا حق لكثر من المفسرين اعتبار ان من يقول باسماعيل انما هو مخالف لظواهر النصوص فما الذي ادخل اسماعيل فيما سبق ؟
يتبع باذن الله ..........
[I]
رجاء عدم التعليق او كتابة مداخلات حتى انتهى من عرضى فقد اخذ هذا الموضوع منى و شيخنا الصفى اسابيع طويلة و احاول الان الانتهاء من صيغة نهائية منسقة تحوى كل ما ظهر لى اثناء الدراسة
برجاء عدم التعليق قبل الانتهاء
و شكرا لتفهمكم