{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
*)(* من الشعر الصيــني
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #1
*)(* من الشعر الصيــني
الشعر الصيني في القرن العشرين.
القصائد ترجمها سيد جودة وهو شاعر مصري مقيم في مدينة هونج كونج الكوزموبليتانية..

شو جي مو
وداعا كمبردج


لن تصبح
طفلي المحبوب
(1)

أول أمسْ
طفلا كنت
و كان أحبَّ الأشياء إلي النفسْ
شطّ البحرْ
في الصبح تكون الشمسْ
مثل النارْ
فأجيء لأنعم بالدفءِ
بوقت فراغي
أملأ حِجْري بمحارْ
أبني أفخم قصرْ
آهي ..
تأتي الموجة كالإعصارْ
و تهاجم صرحي الشامخ في فخرْ
أهتف يا بحرْ!
يا طفلي المحبوبْ!

(2)
بالأمسْ
كنتج حبيبا ولهانْ
آتي شطَّ البحر كما المجنونْ
يخبو في بطء وهج الشمس إذا تغربْ
فيصير اللون الأحمر أصفر ثمَّ بنفسجْ
و النجم بأقصي الأفْق يبينْ
ينتظر و يرقبْ
و علي كوم رمالي أكتبْ
كلماتي ,
كلماتْ
من قال بأنٌِي لا ألعبْ
أجمل ألعابي و أَحَبٌٌْ!
أهتف يا بحرْ!
لن أسمح أن تتغيرْ!

(3)
و اليومْ
آهي ..
لِمَ يأتي هذا اليومْ؟
هو ليس كماضي الأيامْ
ما عاد هناك جنونْ
ما عاد هناك نضارة طفلْ
هذا الفصل من العمرْ
لن يرجع ثانية شطَّ البحرْ!
ما عدت أري فوقي نور الآفاق فأرتاحْ
ما عاد علي البحر سوي صمتي و سكونْ
يتهادي الموج علي مهلْ
نحو الأثر الباقي من كلمة ْ
فوق الرملْ
يعجز أن يمحو منٌِي لون الأحزانْ
أهتف يا بحرْ!
من بعد الآنْ
لن تصبح طفلي المحبوبْ!
10-14-2005, 02:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #2
*)(* من الشعر الصيــني
شي جي

هذي بكين في الساعة
الرابعة الدقيقة الثامنة


هذي بكينْ
في الساعة الرابعة الدقيقة الثامنة ْ
وانقلبتْ موجة يد ْ
هذي بكينْ
في الساعة الرابعة الدقيقة الثامنة ْ
حين انطلقْ
صوت صفيرْ
حاد, طويلْ

واهتز مبني شاهق فجأة
وسط محطة القطار في بكينْ
نظرت من نافتي في عجبي
من غير أن أعرف ماذا قد حدثْ

وفجأة في ألم قلبي انقبضْ
لابد أن إبرة قد نفذتْ في الصدرْ
من يد أمي
حينما كانت تخيط في القميص الزرْ
في هذه اللحظةِ قلبي انقلبْ
طائرة من ورقْ
في يد أمي كان خيط الطائرة ْ
الخيط مربوط بإحكام
يكاد ينقطعْ
أخرجت من نافذة القطار رأسي
في هذه اللحظةِ
أدركت الذي قد حدثْ
أتت إليٌ موجة صوتية مودعة ْ
تبغي من المحطة الرحيلْ
بكين عند قدمي
عني ببطء تبتعدْ

ومرة أخري
يدي إلي بكين لوحتْ
وددت لو أمسكت أطراف ملابسها
ثم أصيح في حرارة ْ
أماه
يا بكين ْ
تذكريني للأبدْ

أمسكت شيئا في النهاية ْ
ليس مهما يد منْ
لكنني لن أترك اليدَ
لأنها بكينْ
آخر ما لديٌ من بكينْ!

*********
تشي شيان
النحات

حزني نحات موهوب
لا أبصره
يأتيني كل مساءْ

يستخدم إزميلا دون ملامحْ
فيزيد خطوط جبيني عمقا
يرسم بعض خطوط أخري
أهرم تدريجيا
كي تكتمل ببطء
تحفته الفنية ْ!





10-14-2005, 10:45 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #3
*)(* من الشعر الصيــني
جن مين
الجياد الساخطة


كلّ جواد ساخط
يرفع حافريهِ
في همهمة طويلة و صهيلْ
يبغي الركوضَ
حيث مرعاه الفسيح الطويلْ
المترامي داخل النفسْ

ما أن رفعتَ هامتكْ
حتي رأيتَ وجهه قبالتكْ
بلا شعور , دون حسْ
بمقلتينْ
زائغتينْ
ملتقطا قلما
و مرهف الأذنينْ
رميتَ حبلا
صرتَ كراعي البقرْ
مروٌِضا للجيادْ

ضيَّقتَ حول عنقهِ الغاضب حبلكْ
معرقلا حوافه الظامئة ْ
حتي هوي أرضا إلي جانب ظلكْ
و ضاع حلمه البريءْ
يا للأسي!
إذ ْ لا تحسّ رغم هذا زهْوَ راعي البقرْ
فأنت تدري أنَّ هذا الحبل قد أسقطكْ
لم يَبْقَ لكْ
إلا الأسي و الهوانْ!

و فرَّت الجياد منكْ
عائدة لأرضها البعيدة المقرْ
عائدة لأرض مولدها!

*********
بيان جي لين
مقولة مقتطعة


واقف فوق جسرْ
تتأمل وجه الطبيعة ْ
رجل فوق بيتْ
يتأملها
يتأملكَ
البدر لاح يزين نافذتكْ
كي تزين أحلام غيركْ!
10-16-2005, 01:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #4
*)(* من الشعر الصيــني
بي داو


نهاية أم بدايةأ
قف هنا
بدلا من رجل مقتولْ
حتي إن أشرقت الشمسْ
أجعل ظلي الغائر كطريقي
يعبر أرض بلادي

وضباب الحزنِ
يغطي سقف الغرفة هذا الساقط
ما بين البيت وبين البيتْ
تنفخ مدخنة بشرا كرماد
يتبعثر دفء من شجر يلمعْ
يتوقف فوق رؤوس دخان الفقرْ
تصعد من كل يد منهكة
سحب سوداء عميقة ْ

الظلمة تهرب جهرا من إسم الشمسْ
دوما كان الشرق حكايته الصمتْ
فالشعب المرسوم علي الحيطان التاريخية ْ
يحيا دوما في صمتْ
ويموت بصمتْ

آه يا أرضي
لمَ لا تشدين كما كنتْ
هل حقا أن الوتر علي النهر الأصفرْ
مثل بيانو مكسور
ما عاد لصوت يصدرْ
هل حقا أن مرآيا الزمن الصامتة َ
ستعطيك إلي الأبد الظهرْ ؟
لا تترك غير الأنجم والسحب الطافية فقطْ

أبحث عنك بأحلامي
في الليل المملوء ضبابا أو في الصبحْ
أبحث عن فصل ربيعي
عن شجر التفاحْ
عن نسمة عطر تحمل عسلا
عن أمواج المد علي شط البحرْ
عن ضوء الشمس علي ظهر الأمواجْ
يتحول سربا من نورسْ
أبحث في الحائط عن كذبي وإشاعة ْ
عن إسمينا المنسيينْ

لو أن الدمَّ بإمكانه أن يثريكْ
فالفاكهة غدا
تترك لوني فوق الأغصانْ

لابد بأن أعترفَ بأني أرتجف
بوسط الضوء البارد للون الأبيض للموتْ
من يبغي أن يصنع حجرا كونيا
أو تمثالا ثلجيا لمعاناةي
أبصر نار شبابي لا تخمدْ
توضع في يد آخرْ
تجعل بعض حمام فوق الكتف يحط ْ
لا يشعر بحرارة جسدي أو أنفاسي
للريش يمشط ْ
ويطير علي عجلة ْ
أنا إنسانْ
أحتاج لحبْ
أحتاج لأن أقضي وقت غروب هادئْ
في عيني محبوبي
أنتظر نداء الطفل الأول في المهدْ
أكتب شعرا عن هذي الدنيا
فوق العشب وفوق الأوراق المتساقطةِ
بنظراتي مخلصة
هذي الرغبة عادية ْ
أصبحت الآنْ
قيما كلية ْ
للإنسانْ

مراتي في العمر كذبتْ
لكني دوما أحترم بإخلاصي
عهدا كان بصغري
ولذلك لم يقدر قلبي الطفلْ
أن يتآلف مع دنيا قاسية
هذا العالم لم يغفر لي

أقف هنا
بدلا من رجل مقتولْ
ليس لدي خيار آخرْ
حيث سقطتْ
سيكون هنالك شخص آخر يقف مكاني
الريح علي كتفي
وعلي الريح نجومْ
يوما ما
ستصير الشمس كباقة ورد منكمشة ْ
توضع داخل كل محاربْ
لا يستسلم
وأمام ضريح ينمو كالغاباتْ
وغراب , وشظايا الليلةِ
فرحي في فوضي!


الصدي
لا يمكنك بأن تهربَ
من هذا الدرب الضيقْ
من بين صفوفي تمضي لتشيٌِعْ
لا يمكنك بأن تفتح وحدك هذا التابوتْ
كي تعقد صلحا والموتْ
كي يبقي فصل خريفي في البيتْ
يبقي في القِدْر بجانب موقدْ
ينزع نبتا لا ينبت ْ
ينهار الثلجْ
وصداه يجدْ
أن علاقتك النفسية بالناسْ
هي أن تحيا
أن تحيا للغدْ
أن تتصل بضوء الشمس غدا
الضوء الآتي
من ماس مخفيٌي في صدركْ
من ماس الشرْ
لا يمكنك بأن تهربَ
من هذا الدرب الضيقْ
فالناس تشيٌِع شخصا ماتْ
هو أنت
10-18-2005, 04:09 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #5
*)(* من الشعر الصيــني
[SIZE=4]خيه تشي فنج
نبوءة

أخيرا جاء هذا اليوم فيه سيسعد القلب
فآهي من صدي قدميك تقتربانِ
مثل تنهدي في الليل خافتْ
ولست بسامعي ليلا
من الغابات هسهسة من الأوراقْ
ولا همس الرياحِ
فلست أسمع غير صوت غزالة
في الدربِ تركض
أخبريني
أخبري في رنةي من صوتك الفضيٌ
أفي هذي النبوءة كنتِ آلهة الشبابْ؟

أتيتِ من الجنوب الدافئِ!
احكي لي
عن القمر المطل هناكَ
عن نور الصباحِ!
وأخبريني في الربيعِ
عن الرياح تهب كي تتفتح الأزهارْ
وكيف إلي المراعي الخضر
عشقا يرحل السمانْ!

سأغلق حالما عينيٌ
أنام علي غنائك ذلك الحالمْ
كأني أذكر الدفءَ الحبيبَ
كأنني أنساهْ!

كفي ركضا لأمواجكْ
فقد تعبتْ
وأهلا بكْ
فراش جلد نمري هاك بالداخلْ
عليهِ فاجلسي
ولتتركيني أجمع الأوراقَ
في فصل الخريف هوتْ
فأحرقها
دعيني كي أغني هامسا أغنيَّة كالنارِ
تزداد اكتئابا وافتخارا
كمثل النار تحكي لي الحكايا طول عمري

ولا تتقدمي!
فأمامك الغابات لا حدٌ لها:
الأشجار من زمني تلوح كما الخطوطِ
علي جسوم وحوشْ
وثعبان كبير الحجم ملتفٌ
ويبدو نصف حيٌي , نصف ميٌِتْ
وأوراق كثيف ظلها تخفي ضيا الأنجمْ
وأنتِ برهبة
لا تجرئين بأن تمدٌِي خطوة أخري
إذا ما تسمعين صدي
لصمت الخطوة الأولي!

أحقا أنت راحلة ؟
دعيني كي أسير معكْ
لأني أعرف الطرقاتِ
تعرف كل دربي جيدا قدمايْ
ويمكنني بأن أشدو أغاني قد نسيناها
يدي تعطيكِ دفئا مرة أخري
وحين تلفنا الظلماءْ
أديمي النظْرَ في عينيٌ!

أغني في اشتياق لكْ
وليس إليٌ تستمعينْ
وليس لرجفتي تقفينْ!
كمثل الريح هادئة
تهب إذا يهل الليلْ
يضيع, يضيع صوت الكِبْر من قدميكْ!
أحقا كل ما قد قيل يوما في النبوءةِ
كان عنكِ؟
فأنتِ آلهة الشبابِ
تجئ
تمضي
دون أيٌِ حديثْْ!
10-21-2005, 04:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #6
*)(* من الشعر الصيــني
يان لي
أعدْ إلٌي

أعدْ إليَّ ذلك البابَ
بشباكي بلا قفلْ
حتي وإن كنت بلا غرفة
أعدْه لي
أعدْ إليٌ ذلك الديكَ
الذي يوقظني كل صباحْ
حتي وإن أكلته
أعدْ عظام رأسه لي

أعدْ إليٌ
أغنية الجبالْ
حتي وإن سجلتها علي شريط
فلتعدها لي
علاقتي بأخوتي وأخواتي
حتي وإن مرٌ عليها نصف عام
فلتعدها لي
أعدْ إليٌ
هذا الفراغ الحبيبْ
حتي وإن كنت قد استخدمته من زمني
أعده لي
أعدْ إليٌ الكرة الأرضية ْ
حتي وإن حولتها لألف دولة ْ
مائة ألف قرية
أيضا
أعدها إليٌ!
*^*^*^*^*
دوو دوو
إلي الشمس


أعطينا الأسرة َ
أعطينا الحكمة ْ
أنت جعلت الطفل علي كتف أبيهِ يتسلقْ
أعطينا الضوءَ
وأعطينا الخزيْ
أنت جعلت الكلب يطوف وراء الشاعرْ
أعطينا الوقتَ
دعينا نكدحْ
بظلام الليل تنامين طويلا
ووسادتك أمانينا
نتعمد منكِ ونؤمن
في بركة نورك نولد ثم نموتْ
نفحص أرض الأحلامْ
أرض سلام ْ
يا ذات الوجه الباسمْ
أنت وزير الرب ْ
لا أطماع ولا غيرة بشري
أنت مليكة روحي حاكمة
تهوين الشهرة َ
وتحثين لكي نصبح شجعانا
تمسح يدك علي كل رؤوس الناسْ
تحترمين العامة ْ
وحياتك إبداع, خلقْ
ويهلّ ضياك من الشرقْ
ما أنت بحرة ْ
كالمال المتداول في كل العالمْ!
10-28-2005, 06:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #7
*)(* من الشعر الصيــني
هونج جو

العبور

طائر , طائر
ويفاجئه الموت في عجل
طائر , طائر
بجناحين لا يقويان علي الطيران ْ
ويحس بأنه لا يستطيع مقاومة الجاذبية ِ
لا يستطيع سوي أن يلبي نداء السقوطْ
يبتغي أن يقاومَ
لكنه ليس يقدر أن يستمرْ

فيموت بوسْط المسافةِ
مبتعدا عن بلادهِ
مبتعدا عن بلاد تمني إليها السفرْ
بمجرد أن تدخل الرأس في أفق حقل جديد
يسيل من الفم دمْ
تغلق العين في شدة
تتلوث كل ملابسهِ
بيد أنه ما زال محتفظا بكرامتهِ
منذ ثانية واحدة ْ
كان ما زال في أفقهِ طائرا

وكأني أري جثتي في غدي
إن موتي بوسط الطريقِ يثير الأسي
ويفوق بقسوته الموتَ
إن ما وصلنا لآخر رحلتنا
ليس في قدرتي الطيران
ولكنني أتمني لو اني أموتْ
وأنا أتمتع بالطيرانِ
أموت إذا ما انتهيتْ
من كتابة نصف قصيدة ْ
ذاك موت تهون أمامه كل حياة ْ

طائر في الفضاء يموتْ
ويظل يحلق من بعد موتهِ
أنت تصدق هذا؟
فليس لأنك لم تره طائرا أنه بالضرورة ماتْ
هو يدري- بلا ريبة- من علي البعد ينتظره ْ

ما عليه سوي أن يغير أسلوبه
ثم ينهي بقية رحلتهِ
فهْو إن لم يسر لنهاية هذا الطريقْ
صار موته محض خيالْ!


[SIZE=5] دمعة
قطرة ماء
يمكن أيضا أن تسقط متبعثرة
قطرة ماء دون عظامي
لكنْ يمكن أن تنكسر عظام فيها
أو أن يتزلزل فيها العقلْ
قطرة ماءي
ما أصغرها!
لكنْ تتبعثر إذ تسقط
تتحلل قطرات أكثرْ
قطراتي أصغرْ
لا يمكننا أن نجد لقطرة ماء جثة ْ
فلقد سقطت متبعثرة
إن يلد الماء قطيراتي تصبح دمعا
جسد الماءْ
يمكن أيضا أن يبكي دمعا
ما الدمع سوي ماء مأساويٌ!

يسقط ماء من أفقي لمحيط أو لبحيرة ْ
هذا إن كان سعيد الحظٌِ
فيحظي بهبوط ناعمْ
إن سقط علي صخرة ْ
أو فوق بناية ْ
يتحلل جسده ْ
تتبعثر منه عظامهْ
فالقطرة ليس لها أن تختارْ
أن تسقط أم لا
لا يمكنها أن تتوقف في منتصف فضاءْ
كي تتحدي الوقتْ
حتي تسقط في أي مكانْ
حتي في هذا
ليس لها أن تختارْ

في هذا العالمِ
لا توجد آنية صينية ْ
أصغر من قطرة ماءْ
لا يوجد إنسان يمكنه أن يجرحْ
أسهل من قطرة ماءْ
أستقبلها في كفي في شفقة ْ
فأراها تسرع بالموت علي كفي![/COLOR]
10-29-2005, 09:33 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #8
*)(* من الشعر الصيــني
تشيانج إيلانج
لماذا يتساقط الثلج؟
أعرف جيدا
بأنها تساقطت بأرض قذرة ْ
لأي شيء سقطت واحدة واحدة ْ؟
ألا تخاف من تلوثها؟
هل تبتغي أن تتلوث ْ ؟
كرات ثلج في الفضاءْ
بيضاء ما أبيضها! نقية !
لكنها غبية !
تطير كي تسقط في الطينِ
لكي تدوسها الأقدام
كي تنثرها الريح
وتهوي جوف طيني أسودْ
لكنها تسقط ذات شتاءْ
كرات ثلج في الفضاءْ
تظل راقصة
معلقة ْ
جميلة تسبي العقولْ
لكنها تسقط
لا يمكنها بأن تطير مرة أخري
أحقا أنها تجهل ما الندمْ
أو أنها أتت لهذه الحياة كي تصيرْ
في الطين ماءاً قذراً باردا!


[SIZE=5]النمل
إن هطل المطرْ
سيرحل النملْ
لكنه نمل فقير فقيرْ
ليس لديه من حقائبْ ؟
يخرج من باب بأيد خاوية ْ
لا شيئ فوق ظهره غير القدرْ
يهرب من موته قبل أن يسح المطرْ
والآنْ
تظلل الغمامة الشجرْ
والنمل كحبات الرمال صغير وهْو يهربْ
لا شيئ في القلوب غير اليأس والرعبْ
ولا يحسه البشرْ
يبغي تسلق الجبالْ
لكن برقا يصدم الغمامَ
يهطل المطرْ
هل ما تزال فرصة الكفاحْ؟
هل ما تزال فرصة المقاومة ْ؟
هل للنداء تسمع الجذورْ؟
والورق الساقط هل فكر في إنقاذهِ؟
يهرب في الأرض الفسيحة ْ
متجها في سرعة لموتهِ
وحين ينتهي المطرْ
ويختفي الغمام
فجأة تصير الجثثْ
بلا أثرْ
فجأة
كأن شيئا أبدا ما حدث
11-06-2005, 03:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
darwishy غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 166
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #9
*)(* من الشعر الصيــني
إلى الصين والشعر من الموت والقهر

د. علي عقله عرسان/الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب – دمشق

من أجل استراحة بين قهر وموت نمضي إلى الصين والشعر، لعله يتجدد فينا ما يسعفنا على متابعة نضالنا وتحمل مآسينا في ليل يظلل وطننا العربي اليوم. وكي نصل إلى ما يشبه تخدير الحس أو بعض ما في النرفانا من راحة وسحر..

نعود مع المرأة الصينية (ك سَان) إلى عصر الملك (كولي).. أي إلى مئات السنين الماضية، ونرى كولي وهي تتنهد هنا من وراء النافذة المطلة على المدى وتذرف الدموع ربما حنيناً إلى أهلها!؟!...أتراه ظلم الملك، أم حصار القصر، أم بُعد الأهل، أم ظلم وقع عليها في حياة لم تخترها؟! أم لعشق خارج أسوار تل النمر أخذ قلبها ولم تستطع أن تجهر به ففاض دمعاً؟! إن الشرفة والأشجار وغرف القصر وفضاء التاريخ كل ذلك يحمل شيئاً من الجواب ولكن نحن نتخيل ونحيل أسئلتنا إلى التاريخ. ممتع كل ما في هذا القصر لاسيما بناءه وموقعه وأشجاره، وفي أركان منه ترى الغرف التي حوّلها باعة التحف المعاصرون إلى متاحف صغيرة.

هكذا هم الصينيون في سوغو وحول تل النمر وفي قصر الإمبراطور (الصيفي) والقصر الشتوي في بيجينغ - بكين، هكذا هم في كويلين الساحرة وفي كل مكان أثري: قطعة من التاريخ يعيدون إليك حيوية التاريخ، وفي أصابعهم ووجوههم بعض الفن؛ ولكن في عيونهم تاريخ الحزن والكبرياء والثورة والأسطورة الممتلئة بالسحر والخرافة، ذلك التاريخ الذي يتحول إلى شعر وحكمة. ليس مثيراً إلى حد المغايرة والمفارقة قليل من الشحم الزائد فوق جفن الصيني ليجعل منه شخصاً بعيداً عنا: إننا نحتاج إلى شيء من الخيال وشيء من الرؤية وشيء كثير من إضفاء الأنسنة على أنفسنا أولاً وعلى الآخر الإنسان ولا أذهب إلى حد المطالبة بإضفائها على الحيوان والأشياء، نحن بحاجة إلى شيء من ذلك فقط، كي نرى جيداً ونفهم جيداً ونكوِّن إدراكاً أفضل عن العالم المحيط بنا بتنوعه واتساعه وغناه الكبير.
في حديثي هذا الذي تدفعني إليه الرغبة في المعرفة والفهم واكتشاف الآخر، أكثر مما يدفعني إليه علم أدعيه ورغبة في الكلام تشدني إليها، سوف أخصص وقفة لما أمكنني الإطلاع عليه من الشعر الصيني المترجم إلى العربية، منبهاً إلى القول المتداول عند أهل الاختصاص: إن ترجمة الشعر نوع من الخيانة كما يقول العارفون بشؤون الترجمة وشجونها.
والشعر ربيع الروح، فيما أرى، ما دام في تجدد فهي في تجدد، والروح حياة جسد ومصدر حيوية أداء وإبداع في الحياة والعطاء. وإذا كان الشعر يغرف من بحر العواطف ومواجع القلوب ومناقع الدم ومجاري الدموع ليكون مع الإنسان في كل شأن، ويبحر في خضم زاخر بإغراء المغامرة وفرص الكشف مستنيراً بنور القلوب وعيون البصائر، فإنه لن يبذر حقلاً ولن يسعد نفساً ما لم يعد بصدق إلى شاطئ وأرض وخلق، ولن ينعش روحاً ما لم يملأ بخيلاء التخييل درب الأمل الجميل ويزيّن عالم المادة المفعم بالبؤس والقلق والرَّهق، يزيّنه بشيء من عطاء الروح وتساميها وتألقها.. عطاء ترتاح إليه النفوس وتشرئب أعناق الجوارح ليوم جديد تحياه بأمل وفرح متجددين.

الشعر ليس ركام الضباب والظلام على بقايا الخراب واليباس في الروح والمادة، يفرّخ في عشه البوم وينتشر منه جناح الغراب، ولا هو العبارة السقيمة والاستهانة العقيمة بقيم الناس ومقومات اللغة وأصول الفن الشعري الذي يحمل سمات الأمم.. إنه النور منثوراً على الورد في صباح ندي، والعزم مقدوداً من الإرادة والوعي في قلب فتي، واقتدار الإنسان الخلاق على التعامل مع أدوات الإبداع بإبداع، لتحقيق متعة واستكناه قضية أو شعور، واستنهاض همة وتصوير قطفة من جمال أو فكر أو خيال، قطفة من غيم وعطر وشعور تبقى في اليد أو يبقى عطرها فيها بعد الغياب. إنه نداء الحياة يستجيب له الإنسان.

الشعر حياة تجدّد فينا الرغبة في الحياة، وتدفعنا في تيار الحب إلى مزيد من الحب، الشعر سيف وإرادة وزهرة وحلم ونغم في تفاعل انفعال وطني أو عاطفي مع الصدق والحق والحرية تتدفق نغماً وأملاً في قلب الإنسان ومجال البيان ومدى الزمان والمكان، وإذا ملك سحراً فهو المعاناة مسكوبة في العذوبة، وإذا خاب لسبب من الأسباب، غاب عن ساحة التأثير وفقد سحر التعبير وأصبح عبئاً على الشعر يزيد أعباء الحياة على النفس التي تجدد بانسكابه إكسير الحياة في متونها.. الشعر حياة الربيع وربيع الروح في الحياة.

والشعراء أذواق وعوالم ومدارس، بينهم من يعيد إليك صوت الصحراء بصفاء ويذكرك بغزل الجاهليين وبساطة البدائية وعذوبة ألحانهما، وبينهم من يركلك بقدم صناعية من حداثوية ما بعد الحداثة ويشتمك ليقول لك إنه شاعر، وكلهم يشد حباله إلى خيمة الشعر حتى لو قال نثراً جميلاً.

الحب في أدائهم له دفء وتعلّق بالدفء والقمر والخضرة والوهم، والغضب القومي في أداء بعضهم له شجون وجذور في النفس تأبى اقتلاعاً، وله أحلام وآمال وبقايا يقين ترفض تهافتاً وتآكلاً وضياعاً. وتقليد البؤس وبؤس التقليد له عند بعضهم حضور يشي بما وصلت إليه ثقافة من تبعية وهزال واضمحلال في زمن ما، وزماننا مثال. تجد هذا في شعر الصينيين كما تجده في شعر العرب؛ وكل منهما تعرض لتجربة مرة مع الاستعمار والغزو الثقافي والحداثة والتحديث والأصالة وفهمها عند البعض قيداً وجموداً.
إن من الشعراء من يهزون الرماح ويشهرون السيوف ويمتطون صهوات الجياد. صحيح أنهم يحتاجون إلى إذكاء جذوة الإبداع بأشعة من ذُكاء مجدولة مع فيض نور الحرية والأمن من جوع وخوف، ولكنهم يقرعون أبواب العصر وباب المستقبل بصلابة وعزم لا يكل، ويرتادون عوالم الماضي والمستقبل وأقدامهم مغروسة في طين الواقع وسحر الماضي.
الشعر ليس كما نريده أو نريد له، ولكنه ليس غارقاً في طين الموت والعتمة والشهوة إلى حدود فقدان الرجاء من انطلاقة متألقة له، ولكن من زجّوه، هنا وهناك، عقوداً من زمن في دوامات الضياع والإبهام والإغلاق والتيه والفوضى والتقليد ضيّعوا طاقات مبدعة كان يمكن أن تحسن الحرث والزرع في حقله الخصب، وتركوا طاقات أخرى من غير بوصلة تهديها في ليل غفت فيه النجوم وغاب القمر وسهت (ني وا) Nu Wa عن ترقيع السماء التي امتلأت بالخروق، كما تقول الأسطورة الصينية.
الشعر موجود، ولكن من الذي يعقد رايته على حربة بندقية المقاومة وصاري مركب الحرية المبحر بلا حدود؟! ومن يجعله رفيقاً للصاروخ والطائرة النفاثة والمركبة الفضائية مثلما كان رفيقاً للسيف والرمح والحصان وسفينة الصحراء؟! ومن يرفع الانتماء والهوية قضية ويدخل قلب الحدث النابض وقلب الشعب الملتهب بتعبير يجسد التدبير الحكيم ويثريه!؟ ومن الذي ينعش الشعر باستنباته في مساحات الحب والجمال والقيم وفي دماء الشهداء ومبدئية المقاومين المتمسكين بالحق والحرية، بالمقدس والتاريخي والحلم الإنساني، وفي خنادق المدافعين عن الحقاني والقيمي والخُلُقي، ليجعل للشعر قضية ولهباً ومخلباً وناباً؟!
لقد كانت لي مقاربة مع الشعر الصيني جعلتني أقف عند بعض الموضوعات وملامح الجمال والأداء والهموم، وأود أن أؤكد بداية أن اعتزاز الصينيين بشعرهم هو كاعتزازهم بوجودهم، وربما كانوا مثلنا نحن العرب على نحو ما حيث نعلي مكانة الشعر في حياتنا ونقول إن الشعر ديوان العرب. وقد كان للشعر في الصين مكانة كبيرة ولتقاليده المبنية على حقائق أن اللغة الصينية هي لغة صوتية تعنى بالموسيقى، وأن الشعر فن التعامل مع اللغة التي تملك لدى كتابتها جانباً تصويرياً جمالياً يُسْتَمَدُّ من رسم الكلمات، وإذا أضفنا إلى هذا تعلق الصيني بالموسيقى أدركنا عمق التقاليد التي تربط الشعر بالنغم وتربط الشاعر بالصورة المتدفقة سحراً، ومعنى الانتقال من شعر يحترم التقاليد ومعطياتها ويقوم على أساس مكين من اتقانها، إلى شعر يتخلى عنها فيدخل في فوضى من بعد ذلك:
وللغنائية الشعبية في الشعر والموسيقى، تقاليدها العريقة لدى الصينيين حتى أن أحد أباطرة الصين (هوانغ- دي Huang Di) أعطى كل أسرة شعاراً أو اسمها الذي ترفعه من أنغام كان يعزفها على المزمار..
يتمتع الصينيون بـ (روح الشغف بالقديم)، ولذلك كان هجر التعاليم المتوارثة والخروج عن الخط التقليدي أشد الكلمات انحطاطاً في المجتمع التقليدي. وكانت المهمة الأولى للأباطرة عبر الأجيال المتعاقبة تقديم عرض مدعم بالبراهين لمناصرة السلطة الشرعية للإمبراطور واتباع القدر وقبول المصير، ووراثة اهتمام المفكرين بالمذاهب الفكرية. وما يطلق عليه: التقاليد لها جذورها الأصلية، والأقدار لها مصدرها، والعودة إلى القديم المؤيد لـ (يجب على من يكتب أن ينتهج أسلوب أسرة تشين وهان)، ويتحتم على الشعر أن يقلد نمط الأشعار في أسرة تانغ المزدهرة. تلك العودة لها ما يسوِّغها لدى الشعب والمسؤولين في الصين.
ويبدو لي أن الذي عمق روح الثورة هو تعلقٌ بالتقاليد لأن التقاليد هي الصين على نحو ما. والبعد الشعبي التقليدي والبعد العصري التحديثي في صراع مستمر لم يعرف التوقف، إنه سؤال الأصالة والمعاصرة في جدلية مع تدفق نهر الزمن. إن ماو يقاتل من أجل الحرية والتقدم والتحديث والتحرر من التبعية ولكنه حين يبدو له في لحظة أن التجديد يقود إلى تبعية وتقليد وتغرُّب من نوع ما يرخي يداً عن المجداف ويضع الأخرى على خده ويذهب في تأمل طاو عميق متسائلاً : هل هذه هي الطريق؟! هل هذه هي الثورة!؟ هل هذا هو الذي ينبغي أن يمضي فيه إلى مداه ليبني الصين الحديثة ويحقق التحرر والاكتفاء الذاتي من جهة والأصالة والمعاصرة في تماسك هوية وحضور شخصية للشعب عبر تاريخه الطويل من جهة أخرى؟! وربما كانت تلك الهواجس والأسئلة التي تشير إلى قمة جبل الجليد هي التي جعلت الصين اليوم دولة بنظامين رأسمالي واشتراكي يتجاذبان الفكر والرأي والتوجهات والناس.
إن الشعراء الصينيين كثيراً ما يشبهون استقامة الإنسان وإباءة بعطر زهر البرقوق الصيني وصموده في وجه الشتاء القارس. ولكن القضية هنا أكبر بكثير من صمود عطر البرقوق في وجه الصقيع، إنه الفساد والغزو الثقافي ونخر القيم ونوع من الدعاية لغزو ثقافي غربي كثفه جورج بوش بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 في قوله أمام مجلسي الكونغرس وهو يزهو بما حقق : سوف يشهد القرن القادم انتشار القيم الأميركية والسلوك الأميركي ونمط الحياة الأميركية. أليس هذا مرتبطاً على نحو ما بقبول الآخر للقوي الغالب وأخذ ما يقول به من حداثة وشروط لها على نمط يقول: إن الحداثة تستدعي لغتها ومنظومات قيمها ونمط الحياة الذي وفرته ونمت فيه على ما في هذا القول من مغالطات كثيرة وكبيرة ومثيرة !!؟

إننا نتشابه مع الصينيين في المعاناة من أنواع الغزو الثقافي وأنماطه، لا سيما ذلك الذي يستهدف اللغة والقيم والتقاليد والمقومات الأدبية الأصيلة كلها ويدخل نوعاً من التخريب على قيم الشعر ومقوماته الفنية!؟ ألم يطالب مستشرقون وتلامذة لهم من المثقفين عندنا بالتخلص من اللغة العربية الفصحى ومن الإسلام بوصفهما معوقين للحضارة والتقدم، وبالكتابة باللغات واللهجات العامية وبالحرف اللاتيني!؟ ألم يكتب سعيد عقل ديوان (يارا) بالحرف اللاتيني تثبيتاً لذلك التوجه الذي نشأت الدعوة إليه في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ثم مات وشبع موتاً؟ أولم يكن هذا هو شأن بعض مثقفي الصين وكتابها المتأثرين بالغرب والذاهبين إلى حدود المطالبة بالتخلص من الكتابة الصينية واستبدالها بالحرف اللاتيني،- تشن دوشيو (1880 - 1942م) وكان أستاذاً في جامعة بكين، ويحرر في مجلة (الشباب الجديد) وبالتخلص من كل القديم أياً كان القديم ليكونوا أبناء الحداثة والعصر!؟

وقد لمست أيضاً من قراءتي لما توصلت إليه مما ترجم إلى العربية من الأدب الصيني، ولاسيما الشعر، بأن الإحساس بالانتماء شديد الوضوح، ليس في أقوال الكتّاب فقط وإنما في نبض ما يبدعون. تقول الشاعرة جيدي ماجيا من قومية الـ يي: أعتقد أن أي شاعر ذي أهمية يجب عليه أن ينتمي أولاً إلى شعبه، إلى أرضه حيث ترعرع وفي نفس الوقت إلى العالم... وطالما لدينا في داخلنا الحب والرحمة والتعاطف فسيُفهم عملنا ويحبه كل أولئك الذين يحبون الحياة والأرض في العالم. وأنا أعيش في إقليم حيث التفكير الحديث والتراثي والثقافة التراثية والحضارة الحديثة في صراع حاد ومواجهة مما يوجد اتجاهاً كبيراً للماء الذي سيحرَّك كما أعتقد شعبي لتغيير لم يسبق له مثيل وسيمكننا من العودة إلى هز أدب العالم..

يعاني الكتّاب الصينيون مثلنا من مسألة التأصيل والتمسك بالهوية والبحث عن الأصالة في أثناء عملية التحديث، ويتعرضون لغزو غربي عام وأميركي خاص يبرز في نوع الإنتاج والقيم الفنية المسيطرة عليه، والشعر الحديث على الخصوص يعاني - كما هي الحال عندنا- من استسهال يؤدي إلى الإسهال في الإنتاج، ويعاني من فقدان الموسيقى والمقومات الأصيلة ومن قلة الإقبال الشعبي عليه ومن كثرة الادعاء في مجالاته.

القصيدة القديمة تحتفظ بحياة وحيوية في الذاكرة، والطالب يستطيع أن يقرأ خمس قصائد قديمة ويحفظها ولكن لا يستطيع أن يستذكر مقطعاً من قصيدة حديثة. ولهذا معناه وأهميته، لأن الملَكة الشعرية والذائقة الشعرية تتكونان من تراكم المحفوظ الجيد وتشكيله لحاسة التذوق وينابيع الإبداع في الأعماق. والموسيقى الظاهرية في الشعر الحديث مفقودة والمعنى مبهم مغلق على الفهم ونادراً ما يمتلك الغموض المستحب الموحي؛ ولكن هذا النوع من الإنتاج بتلك المواصفات يتميز بأنّه يسهِّل على الكثيرين أن يدَّعوا أنهم شعراء وأن يكتبوا الكثير مما ينسب إلى الشعر، وأن يتسلقوا تلك الشجرة الزاهية التي لا تلبث أن تتكسر بهم أغصانها فيتساقطون تحتها ويبقون في العتمة قيد الذبول.

قضايا الشعر هنا هي مثل قضاياه في معظم المناطق بل في مثل معظم البلدان فيما أظن. إن الشعر الحديث الذي يكثر فيه الغموض قد يشق طريقه ولكن لا يلقى الرواج والتأثير الكافيين مما يجعله في نطاق التجربة المستمرة للبحث عن حضور، والقديم له حضور تاريخي وتأثير، وله مقوماته وقيمه وأدواته وموسيقاه ورصيده في النفوس، ولكن فيه أيضاً الكثير من الغث الذي يُحمل على الشعر حملاً ولا يحرك ريشة في أجنحة الروح.

جاء في كتاب التاو للحكيم لاو تسي:

لا شيء في الدنيا أكثر نعومة وأكثر ضعفاً من الماء،

ولكن، من أجل الهجوم على ما هو قاسٍ وقوي،

فلا شيء شبيه بالماء!

لأنه لا شيء يمكن أن يحل محله

وأن الضعيف يتغلب على القوي.

واللين يتغلب على الشديد.

حقاً، تبدو الحقيقة مثل ضدها!

والمدقق في هذا الشعر يرتاح إلى الحكمة وإلى تركُّز الخبرة والتجربة في قول يتناقله الناس على العصور ويؤثر فيهم بإيجازه ومعانيه، ولا يخفى عليه ما في ذلك الشعر من نفس زاهد وأساس صوفي هادى ومستسلم للراحة في كنف خلود يحققه التخلص من شواغل الدنيا واهتماماتها؛ إنه يتواصل على نحو ما مع تيار التصوف الإسلامي ولكنه لا يلتقي مع الحقيقة العقائدية التي لخصت نظرة المسلم ومعياره الذي يأخذ به في الدنيا، التي هي معبر الإنسان أو ممره إلى الآخرة، حيث ورد في الآية 77 من سورة القصص في القرآن الكريم ما يلي:

((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ فساداً في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)) وهو ما يلخصه على نحو ما قول لعلي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وقرأته أيضاً منسوباً لعبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) في عبارة مكثفة تقول: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.

وعلى الرغم من حكمة لاو تسي ومنطقه وخلاصات الرأي التي كثفها قوله، فإنه لم يسلم من الانتقاد في سخرية مرة جاءت في قول الشاعر: (يوتشو- يي) وهو يستهزئ بـ (لاو تسو Lao Tzu )/ تاوتي تشينغ.

(أولئك الذين يتكلمون لا يعرفون شيئاً،

وأولئك الذين يعرفون صامتون

هذه الكلمات، كما قيل لي،

نطق بها لاو تسو..

وإذا كان علينا أن نعتقد أن لا وتسو

كان من هؤلاء الذين يعرفون،

فكيف تأتى له أن يكتب كتاباً

فيه خمسة آلاف كلمة؟)
الأجيال تتواصل على نحو يهتك حرمة القديم أحياناً ويزري بكل القيم، ولكن القديم بصوره ومعانيه يتمتع بما جعله يستحق البقاء والتمثُّل به والاحترام له والعودة إليه، فلم هذه الجرأة المجانية على الحق!؟ أحار في الفهم والتفسير، وأكاد أرد ذلك إلى نوع من الإغراء بالاجتراء.

وعالمنا اليوم يعج بالإغراء والإغواء والفجور والاجتراء، على الشعر والحق والعدل والحرية والقيم، وعلى كل ما يرفع من شأن الإنسان في هذا الزمان.
11-22-2005, 01:24 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  محنة الشعر ... (لماذا تراجع "الشعر" في عالمنا العربي المعاصر) .. العلماني 0 849 06-20-2012, 01:38 AM
آخر رد: العلماني
  أبيات تثير إعجابي (من الشعر العمودي) العلماني 11 5,160 06-17-2012, 11:00 AM
آخر رد: * وردة *
  هذا "الشعر" الهابط !!! العلماني 13 5,827 05-17-2012, 02:58 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  أنشد ما لديك من الشعر كي أراك . بهجت 68 18,660 05-12-2012, 02:31 PM
آخر رد: بهجت
  الشعر الصوفي . بهجت 41 24,109 01-09-2012, 05:17 PM
آخر رد: بهجت

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS