عزيزي الختيار . .
والله . ! وانت لم تستحلفني أن ردك الأخير أضاف إلى قدرك عندي زيادة. فقد أبنت فيه من التجرد الشي الكثير وأظنني سبق وأن ذكرت لك أني لم أجرؤ على التسجيل في هذا النادي إلا من أجل الحوار معك فالحوار معك فعلاً من النوع الراقي وهذا شيء أستمتع به جداً.
قد يعتقد البعض أن في هذا نفاقاً كما يحلو لهم أن يسموه ولكن اظن ان موقفي من الختيار لا يضطرني إلى النفاق أبداً.
اقتباس:على كل حال المقدمة يمكن أن يكون فيها أخذ و رد فأنا لا أتعصب لها و لا حتى لسورة الشجرة
هذا أجمل ماقرأت في الصفحات الخمس عشرة لهذا الموضوع فأنت لا تتعصب لسورة الشجرة وصدقني أن هذا ما أفترضه فيك ولذلك اعتبرت أن الحوار معك ذو جدوى كبيرة وفائدة.
اقتباس:لا أعتقد أنه لا يأتيها الباطل من بين يديها و من خلفها بل يأتيها مثلها مثل أي نص أدبي سواء كان ممسوحاً بالقداسة أم لا
وهذا كلام جميل جداً جداً
إلا ما ورد في آخره فأنا (على الأقل في قناعتي الحالية) أستثني القرآن من هذا التعميم وأنت بحاجة لأن تثبت هذا الحكم بالدلائل الواضحة وتقنعنا بأن ما ورد في القرآن أنه {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} محض افتراء, وحينها سأكون سعيداً ومثلي أي إنسان يسعى للحقيقة بالتخلي عن هذه القناعة.
اقتباس:و أنا للمرة ال -لا أذكر - أرجو منك أن تدلي بدلوك في شأن السورة ، و صدقني لا أحرن و لا أغضب إن كشفتَ لي عن عيوبها
هذا ما أفترضه فيك يا عزيزي . !
اقتباس:بالنسبة لما قلتُه عن سورة الشجرة و شموخها فهو للأسف لأن كل محاولات القدح بها جاءت ضعيفة ركيكة سطحية ، لا تقنع أحداً
حق لك أن تفتخر ولذلك هنأتك . !
وصدقت في أن أكثر المحاولات النقدية لها كانت من قبيل افتراض الخطأ والسير على هذا الأساس وفي بعض الأحيان لا يكون خطأ وأنا أعزو غفلة بعض الأخوة الذين انبروا للرد إلى حمية بعضهم لمعتقده وفرط حماسته التي تحمد له في نفسه ولكن يجب أن لا تؤثر على أحكامه وتجنح به عن العدل والإنصاف والموضوعية. وفي بعضهم جهل واضح بأمور اللغة خاصة ولا يدرون أنهم يسيئون من حيث أرادوا الإحسان إذا كان كلامهم عن جهل.
أرجو أن لا يغضب مني بعض الأخوة من المسلمين فأنا مسلم مثلهم ولكن الله وصانا في كتابه بالعدل فقال في سورة الأنعام {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}
---
الآن يا عزيزي بعد أن قلت أن هذه الشجرة عرضة للنقص مثلها مثل أي نص أدبي فلأي شيء عارضت بها القرآن؟
حينما تعارض القرآن نفترض أنك تكون بنفس مستواه, قد تقول أنك فعلاً بنفس مستواه من الناحية اللغوية ودعنا نوافقك على هذا للحظة فقط (تنزلاً).
القرآن يدعي الآتي:
* أنه كتاب هداية قال تعالى :{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
* أن فيه شفاءً ورحمة للمؤمنين : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}.
* لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه
*
*
وغيرهامن الدعاوى التي يدعيها القرآن
وهو مع ذلك يتحدى بأن يؤتى بسورة من مثله (ومن مثله لا أحد يملك أن يخصصها بإعجاز علمي أو غيره من إعجاز لغوي بل اللفظة تفيد العموم).
طيب من حقك أن تقول: هيّ حدوته ؟ ! حدد إيش يعني من مثله ؟
أقول لك.
هات النص الذي تقول أنه من مثل القرآن وهات آيات قرآنية وتعال نقارن بينهما من الناحية البلاغية والإعجازية واللغوية والبنائية و ال.. وال.. وغيرها فإن هذه أسذج وأسهل طريقة للمقارنة بين شيئين في هذا الوجود (أليس كذلك . !).
وقبل أن نطالبك بهذا النص يجب أن نطالبك بأن تساوي بينه وبين القرآن من ناحية الموثوقية والمصداقية فتقول لنا على سبيل المثال
أن هذا الكلام لا ريب فيه
أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
أنه ..
أنه ..
فقط نطالبك بالادعاء لا نطالبك بالإثبات.
ثم نقارن بين ادعائك وادعاء القرآن
عموماً هذا سيناريو مقترح للحوار وليس بالضرورة أن يكون صحيحاً.
لكن بما أنك لا تملك الثقة بسورتك فلا داعي لنقدها من أي وجه لأنها ليست في مستوى القرآن الذي يقول أنه لا ريب فيه وبكل ثقة وبدون تردد
وإذا كانت ليست بمستوى القرآن من هذه الناحية فلا نحتاج لنقدها من أي ناحية أخرى لأنها فشلت في التحدي الذي طرحه القرآن.
ممكن أن نعمل على انتقادها لغوياً وبلاغياً في حالة واحدة وهو في حال سحبت قولك بأنك تتحدى القرآن فنحن نعاملها كنص أدبي بعيداً عن الكلام عن مدى قربه او بعده من مستوى القرآن ونحن نقدمه لك كرد جميل لقاء ما قدمته لأخينا أبي حذيفة المصري في قصيدته حيث انتقدتها بعيداً عن مقارنتها بأي قصيدة اخرى وتعاملت معها بموضوعية مع شيء من الحزم والتهكم الذي نعدك بأنا سنتجنبه في انتقاد سورتك.
واما إن كنت مصراً على الاستمرار في كونك تتحدى بها القرآن فحدد موقفك مثل ما طلبتُ منك من قبل ولا تنس أن ترجع على المثال الذي يخص أباحذيفة وأنا جاهز بكل ماتريد وصدقني سيكون موضوعياً وهادئاً وهادفاً جداً جداً
والذي يجعلني أقول ذلك أن انتقاد شيء من سورتك لن يقنعك إلا إذا كان بشكل بحث كبير موثق (وهذا من حقك) ولكنه كما تعلم يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين ومالم يكن لهذا الوقت وهذا الجهد ثمرة فلا داعي لبذله أصلاً (ألا توافقني؟) والاستغال بشيء أجدى ربما فيه فائدة أعظم.
أكرر
أنني أكبر فيك موضوعيتك وتجردك . !
ويسرني جداً أن أخوض معك حواراً هادفاً بناءًً
وتقبل فائق احترامي وإعجابي
القيد . .:)