عزيزي،

مثل ما أولت أورشليم، فيك تأول الموضوع كتنبؤ، يعني حديث عن المستقبل، ويا دار ما دخلك شرّ.

عزيزي، نحن لا نؤمن بمحمد لأنه لعن كسرى ولن نكفر به لأنه لعن كسرى، هذه الجزئية هي من فروع الفروع، وليس لها علاقة بإيماننا بمحمد بن عبدالله نبيا من الله ورسولا إلى الناس، وليس لها علاقة بإيماننا بالله تعالى فرد أحد صمد لم يلد ولم يولد، وأن عيسى كلمة من الله وليس ابنا لله وليس الله في الجسد وليس له في الألوهة أي شيء لا ناسوتا ولا لاهوتا، وليس إلا عبد كريم قد اصطفاه الله وأكرمه بالنبوة والرسالة والكتاب.

يعني ما فهمت غرضك من قولك، على أن كل شيء تراه عيبا موجود في كتابك مثله، وكما تؤول الذي في كتابك لينسجم مع هواك فبإمكانك تأويل ما في كتاب غيرك يا عزيزي لأن السياق واحد والكلمة واحدة والسلوك واحد.

عزيزي،
بدل أن تصرف وقتك وجهدك فيما لا طائل من ورائه، فلن يترك مسلم الإسلام بسبب هذه الأمور ولن تستفيد منها أنت ولا ملتك ولن يتبع أحد هذا الخلاص الذي تراه لأن محمدا قد لعن كسرى أو قد تنبأ بهلاك ملكه. فأنصح لك أن تخرج للناس ما ينفعهم من كتابك، وثق أن الناس أقرب إلى اتباع ما ينفعها وتجنب ما يضرها من أن تجلس لتسمع جدلي وجدلك في أمور لا طائل من خلفها.

كما قال تعالى
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

كما قال لك كتابك، "مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة"