كل الحركات الإنفصالية في العصر الحديث واجهت أو وجّهت قمعاً وردّاً أعنف من ذلك الذي لاقاه بني قريظة، أحد الأمثلة كان الحرب الأهلية الأمريكية، أمثلة أخرى هي الحرب ألأهلية الإسبانية، أو الثورة الفرنسية أو حرب الصرب والبوسنة أو حرب الكوريتين أو حرب الحزب الإشتراكي الصيني والكومينتانغ أو ثورة البلاشفيك وتطول القائمة، وهنا لا بد أن تتوقف لتسأل عن الرد المنطقي أو التقليدي على الحركات الإنقلابية، ولا بد أن تخرج بنتيجة أن ما فعله محمد كان في إطار الدارج، سواءاً صنّف نظرياً كجريمة حرب أم لا، فنحن محكومون بواقع وليس نظريات فقط.
لو تفحصت الأمر من كافة جوانبه، حيث أنه لم ينفذ قتل على الهوية، ولم يُقتل مدنيين إضافة إلى أن المُتهمون حصلوا على محاكمة عادلة لخلّصت إلى نتيجة أن ما من وجه شبه بين ما حصل مع بني قريظة وما يحصل في سوريا، حتى دون مناقشة الدوافع، إنما من منطق أن رد الفعل هو فعل بذاته كما طلبت حضرتك في رد سابق.

النتيجة، لنغلق هذا الموضوع، فالتذرع بوحشية الدولة الإسلامية لا يتطلب الدخول في مواضع الشبهات، وخذ مذابح الأرمن كأكبر مثال أو حرب الجمل أو كل سلاسل الإنقلابات في تاريخ الدولة الإسلامية وهي أكثر من تُحصى.