{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إما حزب اللـه او الصهيونية: نظرية القطبين
Logikal غير متصل
لاقومي لاديني
*****

المشاركات: 3,127
الانضمام: Oct 2003
مشاركة: #1
إما حزب اللـه او الصهيونية: نظرية القطبين
بعد هجمات سبتمبر على نيويورك، طلع علينا بوش بعدة خطابات و تشريعات و مفاهيم. أحد هذه المفاهيم هو مفهوم القطبين: العالم بات منقسما الى قسمين، يترأس بوش احدهم، و يقبع الاخر وراء الارهابيين. ظن الكثيرون ان هذه المفاهيم الحماسية سرعان ما تخبو شرارتها و تنطفئ، و لكن كان بوش يعني ما يقول، و اصبحت المسألة مسألة منطق بحت: اذا لم تتفق مع بوش و سياسته، فأنت تؤيد الارهابيين.

هذه التهمة لم تطل الامريكيين من اصول عربية فحسب، و لكن كانت المفاجأة ان الليبراليين و اليساريين و الديمقراطيين و التقدميين في اميركا كلهم طالتهم سطوة هذا المفهوم الجديد، فلم يعد يمر يوم على نقاشات الراديو السياسية المحتدمة التي استمع اليها حتى يُتهم سياسي من الحزب الديمقراطي بدعم الارهابيين، و لم ينجُ من هذه التهمة حتى كبار الحزب مثل جون كيري الذي شك الكثير من الناخبين بوطنيته مع انه كان قد خدم في الجيش الاميركي.

مفهوم القطبين هذا لم يخترعه بوش، و لكنه قدّمه لأميركا بأسطع صورة و بأوضح تعبير. كان واثقا من نفسه و متأكدا يقينا مما يقول: على كل اميركي ان يختار، فإما أنه مع بوش، أو أنه مع الارهابيين. لكن قبل ان يقول بوش هذا الكلام، شرّفنا بن لادن من عرينه بالمفهوم نفسه، حيث يبدو العالم لعقله المحدود منقسما الى نصفين، ففي هذا النصف يقبع المؤمنون من رجال عاهدوا اللـه على الجهاد، و في النصف الآخر يعيش الكفار و الضالون و اشباه المسلمين من اعوانهم و عبيدهم.

غرق في التيار كل شخص طلع بهذه الفكرة الخطيرة، و الإثم العظيم، و المنطق الغريب، الذي مفاده ان كلا الرجلين على خطأ، فلا بن لادن محق في عمليته الارهابية، و لا بوش محق في عقابه الجماعي. و لكن كان التيار جارفا، و الامر واضحا في عقول العامة من الرعية و الغنم في كلا الطرفين: فالحرب واقعة و الامر منته، و لا مجال للالوان الرمادية.

لا أدري لماذا فوجئت حين سمعت لأول مرة بما يحدث في لبنان، حين أتيت الى النادي و رأيت الغالبية العظمى تتبع منطق بوش، النظرية التي لخصها سعيد صالح حين قال، "حدد موقفك معايا بالزبط. يا ابيض، يا اسود." فحين حاولت بهدوء طرح فكرتي التي مفادها ان حزب اللـه و اسرائيل كلاهما يُلامان على ما يحدث، حيث جرجر الاول لبنان الى مذبحة كان لبنان في غنى عنها، و ردّ الثاني بضربات كانت محسوبة و مخطط لها مسبقا، بدأت أسمع الاناشيد المعتادة التي يكررها عليّ الغنم من قطعان الشرق، بإتهامي بالصهيونية و غيرها (و هي اتهامات تطال كل من يختلف عن المألوف في عالم السياسة). و وضح لي العباقرة من أتباع مقاومة الفوضى بأنه بغض النظر عن السياق، فإنه في وقت الحرب، تنقسم الدنيا بطبيعتها الى قسمين كما الخلية، و لا خيار لدي إلا أن أختار بين اثنين.

و وجدت نفسي ثانية في موقع عليّ فيه أن أختار بين شرّين، فبعد أن خيّرني بوش بين أن أكون من تابعيه او من تابعي ابن لادن، عليّ الان ان اختار بين أن ألتحق بجيش الصهاينة أو أبايع نصر اللـه و حزبه. و بيّن لي المخضرمون في السياسة من الزملاء هنا أن الحياد في هذا المجال يفيد العدو اكثر مما ينفع الصديق، أي بالتالي فإن الحياد هو جزء من تأييد العدو.

بل و كان الاغرب من هذا كله ان البعض ممن كانوا يلزمون وسط الامور في السابق، انشدّوا الان الى احد القطبين، مؤيدين علنا او ضمنا نظرية بوش القطبية، و يبدو ان بشاعة ما يحدث في لبنان و فظاعته للأسف ألغت العقول و ركنت المبادئ الى مقاعد الاحتياط، و نزل الى الملعب لاعبو النزعات القبلية و الغرائز العشائرية القديمة، التي تشد صاحبها الى التأييد الأعمى لأبناء جلدته و أصحاب لونه و ممن يشاركونه اللغة او الاصل. لا اقدر ان اقول ان مبادئهم هذه هشة، فما يحدث قاس فعلا و هو كفيل بإسقاط اقسى المبادئ.

و ليس الامر غريبا عليّ و لا جديد حتى هنا في اميركا. ففي الكثير من الحوارات مع بعض الاميركيين، يُصدمون دائما باقتراحي ان سياسة اميركا الخارجية في الماضي هي أيضا عنصر في جلب الارهاب الى اميركا. و مرة أخرى أيضا و أيضا رأيتهم ينظرون اليّ متسائلين: لماذا تبرر للإرهاب؟ و لم أفلح يوما في اقناعهم أن شرح مسببات أمر ما لا يبرره على الإطلاق، بل يقربنا الى فهمه حتى نحله او نتفاداه. و ها أنا اليوم أواجه نفس المشكلة، فتحليلي لأسباب ما يحدث في لبنان (سواء كان خاطئا او مصيبا) هو شرح لمسببات، و ليس عرضا لمبررات. و الفرق شاسع و كبير، و لكني فشلت فشلا ذريعا في تبيان ذلك لأنه لا يريد أحد ان يسمع، و ان سمعوا لا يريدون ان يصدقوا. و المهم ان الحرب قائمة، و عليّ ان اختار!!!! اي شيء اخر لا يهم.

فتعازينا الحارة للجميع دخول العالم الى مرحلة جديدة تسيطر عليها قطبية بوش و ابن لادن، الصهيونية و الاسلاموية، و مبروك على الجميع عضويته في أندية الدماء سواء اختار بحرية ام دخل احد الاقطاب مرغما "لعدم توفر الخيارات" بعد ان افتى علينا العباقرة بأن الخياران اثنان لا ثالث لهما.

أما الأقلية من أمثالي، الذين يرفضون ان يُخيّروا بين شرين، فلا نقدر إلا أن نراقب الجنون و نضرب كفا بكف، آملين بمرحلة جديدة لاقطبية. و اشعر بالندم الشديد انني في الاشرطة الاخرى هنا وقعت في سلاسل الردح التي جروني اليها كعادتهم.
07-31-2006, 07:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
إما حزب اللـه او الصهيونية: نظرية القطبين - بواسطة Logikal - 07-31-2006, 07:03 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الصراع conflict و نظرية المؤامرة conspiracy . بهجت 31 7,087 04-20-2012, 04:39 AM
آخر رد: بهجت
  نظرية ولاية الفقيه، ورأي علماء مدرسة أهل البيت فيها: السيد مهدي الحسيني 15 4,611 01-11-2012, 06:58 PM
آخر رد: السلام الروحي
  نظرية المؤامرة علي هلال 10 2,652 01-10-2012, 01:10 AM
آخر رد: علي هلال
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,400 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  نظرية فيرما الاخيره Serpico 4 3,056 08-19-2011, 08:09 AM
آخر رد: الجوكر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS