عزيزي العاقل
رغم أنك تحتد كثيراً في ردودك الأخيرة ، إلا أني أود الاستمرار معك في هذا النقاش إلى أن نصل إلى شيء ، أو يصل القارئ - إن كان هناك من يتابع -إلى شيء .
في البداية أود أن أقول كلمة مختصرة ، و هي أنك عزيزي العاقل لا يمكن أن تعتبر نفسك مرجعية في اللغة ، ببساطة و وضوح لأنك لستَ مختصاً في هذا الأمر من جهة ، و لأنك عزيزي كثيراً ما تقع في أخطاء لغوية متكررة هي أولى بالمراجعة من تفاصيل المجاز الذي جرّدتَ سيفك عليه مستنداً إلى آراء ابن تيمية و تلميذه ابن القيم ، فكثيراً عزيزي ما أراك تخلط بين الضاد و الظاء ، و بين استنفذ بمعنى استنفد ، و غير ذلك من الأخطاء الإملائية ككتابتك لكلمة (أرى) بالألف الممدودة "كوني أرا انه يجوز " ، أنا لست هنا لأتصيد أخطاءك النحوية أو اللغوية أو الإملائية ، بل أعذرك فيها لأنك لستَ من أهل الاختصاص في علوم اللغة - إن اعتبرنا أن هذه الأخطاء تحتاج لعلوم لغة و تخصص - و هي أولى منك بالاهتمام ، على سبيل النصح و الالتماس ، كذلك أنا لا أعدّ نفسي مرجعية في اللغة ، لأنها خارج دائرة اختصاصي ، و قد أخطئ كثيراً مثلك يا عزيزي لأن اللغة الفصيحة أصبحت شيئا بعيد التناول في الواقع اليومي ، و تقتصر على القراءات ، لكن هذا لا يحرمني حق استعمالها و الاستمتاع بها و باستعاراتها و مجازاتها .
يمكن لي أن أكتب لك نصاً طويلاً تجده مليئاً بالاستعارات و المجازات ، دون أن أحتاج لدراسة مسميات هذا العلم و تفاصيله ، لأننا نعتمد على الذائقة الأدبية ، أما إن جاء أحدهم - كالعزيز العاقل - و أراد أن يقول أن الجملة الفلانية ليست صحيحة أو منطقية ، فوجب عليه هو أن يثبت ذلك ، لا أن يطالبنا بمثال يثبت ذلك .
على كل حال ، بالنسبة لمسألة المجاز ، فلك أن تقرأ في هذا الكتاب ما شئت ، و قد كنت أنوي أن أقتبس لك منه و أفصّل هنا و هناك ، لكن الوقت لا يسمح لي بذلك ، و الكتاب اسمه "مجاز القرآن" للدكتور محمد حسين علي الصغير أستاذ في جامعة الكوفة
و هذه و صلته :
http://www.rafed.net/books/olom-quran/majaz/
على كل حال ، تجد أن الفيروز أبادي و ابن منظور و الجرجاني و ابن عبد ربه و من قبلهم ابن قتيبة ت 276هـ و قد كان شديدا على المعتزلة بما أنك أنكرتَ رأي الجاحظ لاعتزاله ، كذلك المبرّد و هو من المتقدمين ، هؤلاء تكلموا في المجاز ، فهل هؤلاء تصنفهم بأنهم ليسوا من أهل اللغة و الصنعة ؟؟؟؟ إن كان هؤلاء ليسوا من أهل اللغة فمن هم يا ترى ؟؟؟
أنا و أنت !!!!!
أما بالنسبة لمسألة الشواهد ، فيبدو يا عزيزي أنك غير منصف البتة في تعاملك معها ، فأنا أحضر لك الشواهد فتبدأ في ردها واحدة تلو الأخرى ، متبعاً أسلوباً سلبياً في الحوار بل تسلقياً ، فأنت تتسلق على شواهدي لتقرر ما تريد أن تقرره ، و جميع ما تصل إليه من نتائج لا يعدو كونه تحكّم و مزاجية ، و الشاهد الوحيد الذي ذكرتَه أنت و هو
اقتباس:(( الحع مميخخ تتبنلخح )) هذه الجملة صحيحة وانا أتكلم بها على سبيل المجاز وإن كنت تراها خاطئة فأت بدليل على ذلك ..
فإن دلّ على شيء فإنما يدل على ...
ولا بلاش
يا عزيزي كما تعرف فعندما نريد أن نقول عن الجملة الفلانية أنها تحمل معنىً مجازياً فيجب أن يكون هناك قرينة لفظية أو عقلية ، و لكن ما ذكرتَه أنتَ لا يحمل صفة الجملة أساساً حتى نبحث في كونه مجازاً أو حقيقة ، إنه مجرد خبط عشواء على الكيبورد يا صاحبي .
دعني أضرب لك مثالاً على ما قصدتُه أنا من تسلقك على شواهدي :
في بداية حوارنا أنكرتَ أن أستبدل القدر بالمجاز ، فأحضرت لك ثلاث آيات تم استبدال كلمة بأخرى ، أعصر خمراً و منزل الغيث و يأكلون في بطونهم النار .
فكان ردك أنه -إن جدلاً- رضينا بالمجاز ، فهذا يتكلم عن استبدال النتيجة بالسبب ، أو ما يؤول إليه بالآيِل .
فقلنا لا حول و لا
ثم جئنا لك بأمثلة عكسية ، تم فيها استبدال الآيِل بما يؤول إليه ، أو استبدال السبب بالنتيجة ، فكان ردك
اقتباس:ثانيا .. كوني أرا
كونك ترى !!!!!
متى تكونت عندك هذه الكينونة برؤية جواز ذلك ؟؟؟؟
بعد أي رد بالضبط ؟؟؟؟
و ما هي الشواهد التي كوّنت لديك هذه الكينونة ؟؟؟
هل هي الشواهد التي أُحضرها و تصدّع رأسي ؟؟؟؟
على كل حال لا بأس ، فكما قلت لك أنت تجعل من نفسك حكما على اللغة ، بينما الكثير من استنتاجاتك هي ارتجالية مبنية على الشواهد التي أُحضرها .
نأتي الآن لردك على شواهدي ،
تقول حضرتك :
[QUOTE]"هل لك ان تحصي معي هذه الأسماء ..
1- ابن مسعود .
2- ابن عباس .
3- أبو العالية .
4- مجاهد .
5- سعيد بن جبير .
6- عطاء .
7- الحسن البصري .
8- قتادة .
9- عطية العوفي .
10- عطاء الخراساني .
11- السدي .
12- الربيع بن أنس .
كل هؤلاء يقولون أن ( صيب ) هي التي تعني المطر لا السماء ."
هذا يا عزيزي لأنك لم تقرأ ردي جيداً ، و لم تنتبه إلى الشاهد الذي أردت استعماله ، فأنا لم أستشهد بالآية نفسها ، و إلا لكتبتها و قمت بتلوينها باللون الأحمر كما فعلت بباقي الآيات التي وجدتُ بها وجوهاً مجازية .
فالشاهد ليس في الصيب الذي في الآية ، بل فيما أورده القرطبي من أبيات شعر ، فانتبه إلى ذلك رعاك الله .
فقد قلتُ في بداية الشاهد :"
تسمية المطر بالسماء ، كأن يقول أحدهم "سقط السماء بأرض قومٍ" ، أي سقط المطر ، و هو ما ينكره العاقل تماماً في اللغة ."
كان بإمكاني أن أضع لك أبيات الشعر كما هي ، و أغفل ذكر المرجع الذي وجدتها فيه ، لكني ذكرت القرطبي حتى تعرف مصدر هذه الأبيات و أنها ليست من تأليفي ، و قد قمت باقتباس ما وجدتُه شاهداً و كافياً و زيادة لما أريد ، و هو أن المطر يسمى سماء و أن الكلأ و الطين يسمى سماء أيضاً ، و هذا كان كافياً و لا داعي لأن أقتبس لك جميع ما قاله القرطبي في تفسير الآية ، نعم كان يجب ذلك لو كنت في صدد الحديث على الآية نفسها أو على كلمة صيب ، لكني كما أوضحت لك ، شاهدي كان هو المؤشّر عليه باللون الأحمر في الاقتباس .
تقول يا عزيزي العاقل :
اقتباس:"فهو فسر الصيب بالمطر .. وفسر السماء بالمطر والعلو فلماذاإخترت أحدهما وتركت الىخر إلا لأنه [COLOR=Red]وافق هوا في نفسك ..
المراد من هذا الإقتباس إيضاح رأي القرطبي كاملا .. "
هممممممم :what:
هل أحتاج لأن أشرح هنا ؟؟؟؟؟؟
هل حقاً أني اقتبست ما وافق هوى (و ليس هوا) في نفسي فقط و أغفلت ما يعارض هواي ؟؟؟
أم أنه سوء الظن منك يا عزيزي ؟؟؟؟
و سوء الفهم لمحل الشاهد في الاقتباس ؟؟؟
أترك الجواب على هذا السؤال لك و للقراء الكرام - في حال وُجد من يقرأ -
فقط أتذكر ما اقتبستَه أنت من ابن تيمية عن المجاز ، فهل هناك عاقل يقول لك لماذا اقتبستَ هذه الفقرة فقط دون اقتباس الصفحة كاملة أو الكتاب كاملاً ؟؟؟؟
ألن يكون جوابك "لأن هذه الفقرة تحمل الشاهد الذي أريد ؟؟؟؟ " صححني إن أخطأت من فضلك .
تذكرت ما نقلته عن ابن قيم الجوزية في تسميته للمجاز بالطاغوت الأكبر ، في كتابه "الصواعق المرسلة على أهل الضلال و المعطلة" كما أذكر ، الغريب أنني لم أجد في حياتي كتاباً يرسل صواعقاً على أحد ، أليس العنوان بحد ذاته مجازياً يا عزيزي العاقل المنكر للمجاز في اللغة ؟؟؟؟
أجدك هنا تستشهد بالفيرز أبادي "والكلا يقول عنه الفيروز آبادي : ( والكَلأُ، كجبَلٍ: العُشْبُ رَطْبهُ ويابِسُهُ ) " في شؤون اللغة بينما وجدتك في ردي الأول عن المجاز لم تشهد له بأنه لغوي حيث قلتَ :
اقتباس:"حسنا هذه هي القائمة . ولعلكم تلاحظون وفيات من إعتمد الختيار عليهم في القول بالمجاز وهم كلهم متوفون بعد القرن الثالث للهجرة .
أي أنهم جميعا من المتأخرين الذين قال فيهم ابن تيمية : ( وحينئذ فمن اعتقد أن المجتهدين المشهورين وغيرهم من أئمة الإسلام وعلماء السلف قسموا الكلام إلى حقيقة ومجاز كما فعله طائفة من المتأخرين : كان ذلك من جهله وقلة معرفته بكلام أئمة الدين وسلف المسلمين كما قد يظن طائفة أخرى أن هذا مما أخذ من الكلام العربي توقيفا وأنهم قالوا : هذا حقيقة وهذا مجاز كما ظن ذلك طائفة من المتكلمين في أصول الفقه وكان هذا من جهلهم بكلام العرب ) "
اقتباس:"ذكرنا أن كل الذين إحتج بهم الختيار ليسو حجة أبدا . لأسباب :
1- أنهم متأخرين .
2- ان جلهم إذا استثنينا الجاحظ غير متخصصين في اللغة . "
رأيك هذا يحمل مغالطات كثيرة ، كنت أنوي أن أتركها لكن لا أدري ، الوضع لا يحتمل التجاهل .
فأولاً أنت تنظر إلى المسألة من منطلق وهابي ضيق للغاية ، سلف و خلف ، غريب أمرك و أمرهم ، فهل تحتاج اللغة و علومها إلى سلف و خلف ؟؟؟
و هل توقفت علوم اللغة و اكتشافاتها عند سيبويه المؤسس الأول لعلم النحو و الفراهيدي و المؤسس الأول لعلم العروض ؟؟؟؟
ثانياً إذا كنتَ لا تحتج بهم لأنهم متأخرين فكيف تحتج برأي ابن تيمية ؟؟؟؟؟ أليس من المتأخرين ؟؟؟؟ توفي في القرن الثامن الهجري .
أي أن هناك 6 أشخاص مذكورين في القائمة هم متقدمين عليه ، و خمسة آخرين لاحقين له ، تكلموا بالمجاز ، فلا من سبقه و لا من لحقه حفل برأيه المنكِر للمجاز .
و إن شئتَ توسيع القائمة فلك ذلك ، و لكن اختصارا لوقتك و لوقتي فأرجو منك الاطلاع على الكتاب الذي ذكرته لك في الوصلة .
الآن نأتي لمسألة المطر و السماء و الكلأ ، فأنا ذكرتها لك حتى ترى بنفسك أن اللغة تحتمل استبدال كلمة محل أخرى ضمن علاقة بينهما هي السببية ، و مثلها مثل باقي الشواهد ، السحاب الذي يحيي الأرض ، و الرحم الذي يصله الناس ، كلها استبدال لنتيجة بسبب .
طيب دعنا نتناول كلامك بالتفصيل :
[QUOTE]"فمن أين لك ان السماء سبب للمطر والمطر نتيجة له .. ؟؟ "
يا عزيزي ليس أنا من يقول أن السماء هي سبب المطر ، بل هو القرآن يا صاحبي .
يقول القرآن "
"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً [COLOR=Blue]وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
لو سألك أحدهم ما الذي ينزل من السماء - حسب هذه الآية - فبماذا تجيبه ؟؟؟؟
ألن تقول له "الماء" و الذي يعني المطر ؟؟؟
أليست السماء هنا - بناءا على هذه الآية - هي سبب لنزول المطر ؟؟؟
ثم تقول بالنسبة للكلأ :
اقتباس:"أن قوله : ( مَا زِلْنَا نَطَأ السَّمَاء حَتَّى أَتَيْنَاكُمْ . يُرِيدُونَ الْكَلَأ وَالطِّين )
من أين لك ان تسميتهم للطين بالسماء أنه عائد إلى كون الطين مختلط بالمطر ؟؟
كيف استنتجت ذلك .. ؟؟
خصوصا أنه قال الكلا أيضا ... والكلا يقول عنه الفيروز آبادي : ( والكَلأُ، كجبَلٍ: العُشْبُ رَطْبهُ ويابِسُهُ )
[COLOR=Red]فهل نقول ان المطر ينبت الكلا فلهذا سمي بالنبات ... ؟؟
و الله يا صاحبي ليس أنا من يقول أن الكلأ ينبت من المطر ، بل القرآن الذي يقول ذلك ، لله درك ما أجملك بهذه الأسئلة .
يقول القرآن :
" وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ [COLOR=Blue]نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فكما ترى أن المطر - حسب القرآن - هو الذي يخرج جميييييييييييع أنواع النباتات ، فلماذا لم تحتج عليه و احتججتَ عليّ حين استشهدت بتسميتهم الكلأ بالسماء بناءاً على هذه النتيجة التي يقرها القرآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تقول :
[QUOTE]الآية تقول أن السحاب يساق إلى الأرض الميت وبه يتم إحيائها ..
الكلام هنا عن السحاب ولم يتكلم أبدا عن المطر ..
فالسحاب هي التي تثيرها الرياح وبها تحيا الأرض الميت ..
أما كيف يحيى بها ؟؟
هنا نقول بإنزال المطر ..
ولكن كل الكلام عن السحاب أنه عن طريقها تحيا الأرض الميت .. ولم تتكلم الآية عن كيفية الإحياء .. أي بإنزال المطر .. إذ أنه أمر بديهي ..
تسأل و تجيب ثم تعود لتسأل ثم تقرر أن المسألة بدهية .
نعم الكلام عن السحاب و لم يتكلم عن المطر ، ثم تقول "فالسحاب هي التي تثيرها الرياح وبها تحيا الأرض الميت .. " نعم و لكن كيف تحيا الأرض ؟؟؟؟؟ على الحقيقة ؟؟؟؟
لا بل أنت تجيب بنفسك أن الذي يحيي الأرض هو المطر فتقول "أما كيف يحيى بها ؟؟ هنا نقول بإنزال المطر .. " ، إلى الآن أنت تسير معي كما أريد في الشاهد ، ثم تشرح لماذا لم يذكر القرآن كلمة المطر بأنها حقيقة بدهية ، و من قال أننا نناقش ما هو بدهي و ما هو مشكِل ؟؟؟؟
إذاً الذي يحيي الأرض هو المطر و ليس السحاب ؟؟؟؟
أليس كذلك ؟؟؟؟
فقد يكون هناك سحاب دون أن يكون هناك مطر ، ألم تسمع بالمثل القائل "سحابة صيف" ؟؟؟؟
أي أنه غم مرّ و ذهب دون أن يترك آثاراً ملموسة ، كسحابة الصيف التي لا تترك اثراً على الأرض .
فهل السحاب هو نفسه المطر يا عزيزي ؟؟؟؟؟
و لماذا تم استبدال كلمة المطر بكلمة السحاب ؟؟؟؟
تماماً مثلما أنكرتَ عليّ في الردود السابقة استبدالي للقدر بكلمة القلم حيث قلتَ
اقتباس:"هذا إذا إفترضنا جدلا أنه يمكن الكلام عن القلم بإعتبار ما كتب ."
تقول :
اقتباس:"( صلة الرحم ) تعني صة الاقارب وهي ليست مجاز وإنما هذا معناها على الحقيقة . والدليل ما استشهدت أنت به ..
فحين قال صلى الرحم لم يسألوه الرحم الرحم ام الرحم المجازي فهو على الحقيقة ..
ويراجع في هذا كلامنا عن المجاز فوق .. "
يا عزيزي العاقل
كلمة "صلة الرحم" لغوياً من أين جاءت ؟؟؟
هل هناك صلة حقيقية مع الرحم و الذي هو الجزء الذي يحمل الجنين ؟؟؟
أم أن الصلة تكون بمن يجمعهم هذا الرحم ؟؟؟؟
أي صلة الأقارب ؟؟؟؟؟
و هذا هو مثال واضح وضوح الشمس عن الاستعمال المجازي .
فهل أنت عندما تصل رحمك ، تصل العضو الذي يحمل الأجنة من أقاربك ؟؟؟؟؟
أم تصلهم هم ؟؟؟؟
إذا أنت تصل ما تنتج هذه الأرحام و ليس الأرحام بحد ذاتها ، و مرة أخرى أقول لك أن هذا استبدال للنتيجة (الأقارب) بالسبب (الأرحام) .
و ما قلناه فوق و في الردود السابقة نعيده بالنسبة للشاهد الأخير "خلقك من تراب"
و لا أدري حقيقة لماذا أنا مضطر لإعادة شرح ما قلت ، و كأنني أدور معك في حلقة مفرغة في نقاش بيزنطي لطرشان ؟؟؟؟
أعتقد أن المسألة تجاوزت حد النقاش و دخلت ضمن الارتجال و العبث باللغة ، باختصار ، إن كنتَ تعدّ نفسك متخصصاً في اللغة فأرجو أن تخبرنا بذلك ، و إن كنتَ ليستَ كذلك فأرجو أن تترك نقد هذا النص (خصوصاً من ناحية اللغة) لمن هم متخصصون .
-----------------------------------------------
أما بالنسبة للمعلّم المجنون ، و الكاهن المجنون .
فيبدو لي يا عزيزي أنك تنزلق بين الشواهد كالزئبق و هذا أمر أحسدك عليه .
فذاك معلَّم بصيغة اسم المفعول بينما ذلك كاهن بصيغة اسم الفاعل ، و كأنك تريد أن نحضر لك مثال على المقاس بالمللي من القرآن و إلا فهو غير فصيح .
غريب أمرك و الله .
تقول :
اقتباس:" لنرى - الصحيح لنرَ - ما هو شاهدك على صحة وصف الإنسان ( بالعالم والمجنون )
أنت اتيت بفول الله عز وجل : ( ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ )
زاعما انها تماثل قولك : ( كاهن مجنون )
الآية تقول : ( معلم ) ..
ومعلم اسم مفعول واسم المفعول يشتق من الفعل المبني على المجهول ..
إذا هنا إتهام للرسول أنه معلم .. أي أن هناك من يعلمه .. وثم ألحق بصفة الجنون ..
فهل يتناقض أن يوصف المجنون بالتعلم .. بل إن الكلب وهو الكلب الذي لا عقل له .. يعلم ولا تنتفي صفة الجهل منه ..
والمجانين كذلك تستطيع تعليمهم أشياء ولا تنتفي صفة الجنون منهم ..
وهنا يريد قريش أن يقولوا أن الرسول المجنون يعلمه بشر هذا القرآن ..
أي انه مجنون ويعلم هذا الكلاميلقية لا يلقي له خبرا ..
هل هذا يماثل قولك : ( كاهن أو مجنون ) ... من قريب أو من بعيد ؟؟
والآن من منا يتمسك بسراب آية لكي يصحح ويبدأ بكيل الإتهام ..
بل إنك لو حللت ردك هذا لم تجد الجواب إلا سطرين والباقي كله ( شخصنه )"
مرة أخرى أقول
أنه كما استوى لأهل قريش أن يصفوا محمداً بالمعلَّم و الجنون .
و أنت ترى أن المجنون مثله في جهله مثل الكلب ، آاااااخ منك يا عاقل شو متعب .
طيب ما رأيك بهذه الآية :
"وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ " الصافات 36
فكيف يكون شاااااااااااااااعر و مجنون ؟؟؟؟؟
الشاعر الذي ينظم الشعر استوى لديهم أن يسمى مجنوناً ، بينما الكاهن الذي يمارس طقوسه الغريبة و يتلفظ بالكلمات العجيبة و يؤدي الحركات المريبة تستنكر أن يوصف بالجنون .
و هناك آية في الذاريات تصفه بالساحر أو المجنون ، و السحر لا يقل قدراً في علومه عن الكهانة في ذلك الزمان .
و حتى لا أطيل عليك و لا على الإخوة ، سأترك لك هذه الهدية ، و التي سيتعبك كثيييييييييييييييييييييييرا جدا ً تبريرها بناءاً على ما سقتَه فوق من تحليل منطقي لاستحالة وصف الشخص بالكاهن و المجنون .
ورد في القرآن الكريم :
"فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ" الطور 29
:nocomment:
المايك معك