عزيزي الختيار ،
أشكرك على الإجابة على السؤال الأول ..
تسألني بدورك ..
اقتباس:ما هي ضوابط القياس لديك ؟
القياس في اللغة يكون سليما ما لم يخالف أصلا من الأصول التي اتفق عليها .
عندما استقرا النحويين جملة الشواهد التي بقيت من كلام العرب خرجوا بنتيجة أن الفاعل الذي يفعل الفعل يكون مرفوعا .
فإذا جاء أحدهم ووجد جملة من كلام العرب تنصب الفاعل وقال هذا شاهد وسأقيس عليه . فهذا نسميه قياس فاسد .
كما أن شرط القياس في النحوه هو التخفيف والتسهيل .
نأتي الآن لقياسك .. ونسأل : هل خالف أصلا ؟
الجواب : نعم .
نسأل مرة اخرى : ما هو الأصل الذي خالفه ؟
الجواب هو كالتالي ..
العرب تستخدم الألفاظ لمعانيها التي وضعتها لها . والأصل في استخدام الألفاظ هو أن تستخدم لمعانيها .
فالخيل هو ذاك الحيوان .. والأسد هو السبع ...إلخ
فهذا هو الأصل في الألفاظ .
نسأل الآن سؤالا : هل هذا يعني انها لم تستخدم ألفاظا لغير معانيها ؟
الجواب هو : بلى استخدمت ألفاظا في غير معانيها .. فوصفت الشجاع بالأسد .. وكما تفضلت أنت في استخدام المطر لغير معناه والسماء لغير معناه ..
ولكن هذه الإستخدامات لا يقاس عليه ..إذ أن القياس عليها يخل بالأصل السابق وهو أن الألفاظ تستخدم لمعانيها ..
إذا تستطيع أن تتكلم عن الأرض باسم السماء .. بناء على ( سماعك ) لشاهد من كلام العرب . ونسمي كلامك في هذه الحال سماعيا .
ولا يمكنك أن تقيس على هذا الشاهد فتقوم بتحويل معنى أي كلمة باعتبار ما ستنتجه كأن تتكلم عن ( القلم ) وانت تقصد ( القدر ) .
ودعني أضرب مثالا لكي أوضح :
عند استقراء شواهد اللغة نخلص بنتيجة هي أن العرب عندما تفاضل بين أمرين تستخدم صيغة ( أفعل ) ..
فحين تفاضل بين اثنين من ناحية الكرم .. تقول فلان ( أكرم ) من علان .
وحين تفاضل بين اثنين من ناحية العلم .. تقول فلان ( أعلم ) من علان .
وتقيس على هذا أي كلمة حتى لو لم يرد لها شاهد في اللغة .
ولكن هناك كلمات ( شاذة ) لا يقاس عليها ..
فمثلا حين تفاضل بين اثنين من ناحية الخير ..
تقول فلان ( خير ) من علان .. هذا التفضيل سماعي وليس قياسي عرفناه بالسماع ولا نقيس عليه لأنه سيخالف القاعده والاصل ( أفعل ) ..
فليس كل شاهد يقاس عليه . وهذا جواب سؤالك ..
هل لديك اعتراض على هذا الكلام ؟
أما قولك :
اقتباس:يا عزيزي العاقل ، قبل أن تستنتج أنني تجاهلت السؤال و تعلل ذلك بأنه سيكشف قلة بضاعتي في الفصاحة ، عُد و اقرأ مداخلتي السابق بتمعن .
يا عزيزي العاقل ، أنا لم أتجاهل سؤالك ، طيب لماذا لم تقل أني تجاهلت ردك على "الكاهن المجنون و الفريقين " و باقي مداخلتك ؟؟؟
الآن أجب بصدق بينك و بين نفسك ، لماذا فقط اخترت آخر سؤال وضعتَه في ردك السابق و جعلت عدم إجابتي عليه تجاهلاً ؟؟؟؟؟
يا عزيزي العاقل ، أنا في مداخلتي السابقة فقط تكلمت حول مسألة القلم و القدر لأنك تعرف أن القفز من نقطة إلى أخرى لن يوصلنا إلى شيء ، لذلك ركزت على نقطة واحدة من مداخلتك و أرجأت الحديث على باقي النقاط .
لا تقل لي أنك لا تعرف ذلك ، و إلا كان عليك أن تسألني "لماذا تجاهلت باقي النقاط؟" أما أن تنتقي فقط آخر سؤال و تقول أنني تجاهلته لأنه يظهر قلة بضاعتي فهذا ليس من الموضوعية في شيء .
هل هو من الموضوعية ؟؟؟
بالله عليك أجب .
بالله عليك أجب هل أنت مقتنع أني تجاهلته تهرباً أم لأنني لا أريد إلا أن أتكلم على نقطة القلم فقط دون باقي المسائل حتى لا يضيع النقاش ؟؟؟؟
مثلما أنني أرجأت الحوار مع باقي الزملاء حتى أصل معك لشيء .
حسنا أنا أعتذر إن كنت ترى أني اتهمتك بما ليس فيك ..
ولكن مسألة الفصاحة مهمة جدا .. فعندما يأتي شخص ليتحدى شخصا آخر فمن المنطقي أن يكون هذا الشخص يرى في نفسه أنه أقدر منه ..
وأنت يا عزيزي لم تحدد موقفك .. بل إن الشواهد التي نقلتها توضح أنك تعترف أنك لا تصل لفتى من فتيان قريش فصاحة ..
فهل تجيب على السؤال :
أنت تفترض أن القرآن أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنت أتيت بشجرتك لتعارض قرآن محمد ، هل هذا يعني أنك ترى نفسك أفصح من محمد بن عبدالله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المضري صلى الله عليه وسلم ؟
شكرا جزيلا