اذن نواصل:
اقتباس:تقصد بان اللسان المشار اليه في الاية ب ( لسان اعجمي) يرجع الى فرد واحد ؟ هذه اعلمها و اعرفها و ليست غائبة عني و ستضح لك بعد ان اكمل تفسير الاية.
التاويل بان ( لسان الذي يلحدون اليه اعجمي) مقصود به شخص بعينه تاويل خاطئ لسبب بسيط هو ان الاية لم تكن تعقد مقارنة بين شخصين . و هذا يتضح جليا و بدون غموض بقراءة ما ورد في الاية الكريمة:
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {النحل/103}
فقوله ( و هذا لسان عربي مبين) لا يشير الى شخص النبي(ص) في مقابل ( لسان الذي يلحدون اليه).
فاسم الاشارة ( هذا) في ( و
هذا لسان عربي مبين) , يشير الى القران العربي.
اقتباس: وَأَرَادَ بِاللِّسَانِ الْقُرْآن
فاذا كان المراد بهذا لسان عربي مبين (
القران الكريم) فالمنطق يحتم ان يكون المراد باللسان الاعجمي ما يمكن المقارنة بينه و بين القران , لان المقارنة تعقد بين متشابهات من نفس الجنس و النوع.
نعود الان الى الفعل يلحدون لنرى ما هو المقصود بالالحاد هنا:.
سبق و ان اشرت الى آيتين في القران الكريم ورد فيهما الفعل ( لحد) هما:
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {الأعراف/180}
إِنَّ الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {فصلت/40}
و كلمة الحاد لها نفس الدلالة التي لها الان , فنقول عمن ينكر الله او يشرك به بان ملحد.و هو معنى غير مختلف عليه.
تفسير الاية:
وَلَقَدْ نَعْلَمُ : الله تعالى هو القائل.
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ :كفار قريش.
إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ: بشر بمعنى جماعة او قوم ( و اعانه عليه قوم آخرون).
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ : لسان ( لغة) الكتاب الذي يميل/يعدل اليه هؤلاء البشر او الجماعة المزعومون بتعليم النبي(ص) القران.
إِلَيْهِ : الكتاب الذي يعدلون اليه و يميلون اليه .
أَعْجَمِيٌّ : غير عربي و غير مبين.
وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ : القران الكريم.
الخلاصة:
لا يوجد نصراني كان يعلم النبي(ص) القران , لاختلاف ما جاء في القران الكريم عما جاءت به النصرانية.
و اذا رجعنا الى ما رمت به قريش القران الكريم
من انه اساطير الاولين لاستبعدنا تماما الزعم بان نصارى كانوا وراء تعليم النبي(ص) فلا توجد في كتب النصارى اساطير وردت في القران الكريم.
عليه فان قريشا ساقت هذا الزعم لمجرد التشكيك في الوهية القران الكريم و ليس لصدق زعمهم بان هناك من كان يعلم النبي(ص). و هذا بين في قولهم:
أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ {ص/8}