{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نظرية الإطار و استحالة الحوار .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #30
نظرية الإطار و استحالة الحوار .

اقتباس:إن الخوف يشبه الجوع فهو شعور يأتي بكل بساطة ، سواء أراد الإنسان أم لم يرده ،وليس في إمكان الإمكان القيام بشيء ضده . شيرين عبادي- إيرانية – نوبل للسلام .
·
الزملاء الطيبون .
تحية .
إن المشاهدة المدققة لصراعات القرت 21 تضيف أبعادا جديدة لنظرية الإطار ، فهي تؤكد على الأقل منطلقاتها الأساسية ، لهذا أدعوكم إلى الاهتمام بهذه النظرية كأداة قيمة لفهم الصراع الثقافي بين المسلمين و الغرب .إننا بالفعل في حاجة لأفكار جديدة كي نفهم هذا الصراع ، فمعظم ما نطرحه لتفسير الصراع هو نظرية المؤامرة التي تسكننا ، و أن كاتبا أمريكيا اسمه صمويل هنتنجتون يحرض ضد العرب ، لأته عميل لسي أي ايه ،وغير ذلك من التفسيرات السطحية!.
مثال واضح جديد هو أزمة الرسومات المسيئة للنبي في بعض الصحف الغربية ،و التي أدت للأزمة الأخيرة . إننا أمام حالة واضحة من التصادم الثقافي ، و يمكن لمن شاء أن يقرأها تصادم حضاري ، هذا التصادم يبدوا حتميا حتى أنه أصبح يمثل الصيغة السائدة للعلاقات بين الطرفين .. التصادم الثقافي .. تصادم مرتجل عبثي لا يمكن تجنبه ، ينمو وفقا لآلية ذاتية شيطانية ، تصادم أشبه بالدراما الإغريقية عندما يعرف كل إنسان أقداره مقدما و لكن لا يمكنه تجنب لعنة المصير ، بل على النقيض فتلك المعرفة المسبقة تصبح المحرك الرئيسي الذي يدفع لصالح حتمية المأساة القدرية .
لدينا بالفعل إطاران مختلفان تماما لا يمكنهما التحاور ، إطاران يتزامنان وجوديا و لكنهما من حقبتين تاريخيتين مختلفتين . المسلمون يعيشون الإطار السلفي النصي بكل مواصفاته عندما يعيش الشعب ماضيه و يهمش حاضره و يغيب مستقبله تقديسا لقبور و ساكنيها ، و تعظيما لنصوص و مفسريها ، هذا بينما تفرض عليهم خرائط المدارس و الساعات السويسرية وجوازات السفر التعامل كتابعين مع منتسبي إطار ما بعد الحداثة ، إطار آخر مختلف كلية يفصله قطيعة معرفية تامة .. إطار مادي عقلاني لا مقدسات لديه خارج الإنسان ، نفس الإنسان الذي يراه النص مجرد خطاء لا يتوقف عن التوبة !. إن أخطر ما في هذا الصراع ألا تكافؤ فيه ،و أنه أشبه بانتحار لا معقول لأمة تجاوزها الزمن . إن ما يحدث هو تصادم و ليس صراع مع الغرب ، فالصراع له طرفان و لكننا نصارع شبحا او وهما ، نحن أشبه بعملاق ينهال على عدو يتوهمه بالطعنات و لكنه معصوب العينين لا يرى هذا العدو بل يتخيله أو حتى يرتجله . إن العالم يعيش زمنا آخر و يدرك زمنه جيدا و أيضا يدرك زمننا نحن ، لهذا يبذل خصومنا أقل الجهود لينتصروا عندما يريدون أن يفعلوا ذلك .
إن النموذج الاسترشادي ( الباراديم ) الغربي للدين و رموزه متعارض مع النموذج النصي الإسلامي ( بل و حتى القبطي ) كلية ، فالنموذج الغربي يرى الرموز الدينية مجرد شخصيات مستمدة من الميثولوجيا التوراتية و ملحقاتها من ملاحم الساميين ، إنهم يتعاملون مع الأرباب و ا لبطاركة و الرسل مثل ياهوه و الله و موسى و يسوع و محمد بشكل لا يختلف سوى في قليل عن زيوس و جوبيتر و ديانا و أبوللو ، فقط ربما كانوا يرونهم أقل تنوعا و ثراء ،و لكن الثقافة الإسلامية تقدس تلك الرموز و ترى أن مجرد الحديث عنها بحرية ولو نسبية ستؤدي بالإنسان إلى جهنم خالدا فيها ، بينما عبادتها بخشوع و تلاوة قصص الساميين مثل مغامرات يوسف النسائية و الحيل البصرية التي مارسها موسى هي السبيل ( الوحيد ) للوصول إلى النعيم حيث الخمور و النساء الفاتنات و أيضا الغلمان . لا أقصد أن أصدم المؤمنين في عقائدهم ، فقط أريد أن أوضح التناقض الكبير بل القطيعة المعرفية بين إطارين في رؤيتهما لما يبدوا أنه نفس الرموز الدينية .
داخل الإطار الحداثي لن يكون هناك اهتمام حقيقي وواسع بتحقير دين ما بشكل متعمد ، فالدين قضية شخصية و ثانوية ،و لكن سيكون هناك تعبئة كبيرة من أجل حرية التفكير و التعبير ، و لن يقبل كثيرون تعليق تلك الحقوق على موافقة الآخرين و رضاهم . لقد أمضى الغربيون أكثر من 200 عام في صراعات طويلة كي يكون لهم الحق في نقد كل شيء و كل إنسان حتى المسيح ، إن المسيح الذي يعدونه ربا وجد طريقه إلى مسارح لندن بطلا لمسرحية ( المسيح سوبر ستار ) حيث يغني و يرقص و يمارس الجنس مع مريم المجدلية ،وهم لن يتخلوا عن هذا الحق من أجل محمد .
حسنا سيكون هناك ربما من سيقول بذكاء ليس بمستبعد أبدا ،وهل تطالبنا أن ننتظر حتى يخرجون مسرحية محمد سوبر ستار على مسارح كوبنهاجن ؟، خسأت .!..كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبا .. كذبا و كفرا و نارا ستحرقهم ، فداك أبي و أمي يا رسول الله !. بالطبع لا أطالب أحدا بهذا ولا بغيره ، بل لقد أفردت شريطا خاصا لهذه القضية ،و لكني في هذا الشريط أستعرض و كدراسة حالة فقط نموذجا مثاليا لفهم نظرية الإطار ،و استحالة الحوار بين الثقافات المختلفة ، رغم أنف فيلسوف القرن كارل بوبر .
02-14-2006, 02:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بواسطة بهجت - 02-14-2006, 02:48 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مشروع الحوار القروي فارس اللواء 5 845 09-24-2013, 09:03 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مخالفك في الحوار، بين المعتبروغض النظر: السيد مهدي الحسيني 3 892 02-09-2013, 09:35 PM
آخر رد: إسم مستعار
  الصراع conflict و نظرية المؤامرة conspiracy . بهجت 31 6,935 04-20-2012, 04:39 AM
آخر رد: بهجت
  نظرية ولاية الفقيه، ورأي علماء مدرسة أهل البيت فيها: السيد مهدي الحسيني 15 4,459 01-11-2012, 06:58 PM
آخر رد: السلام الروحي
  نظرية المؤامرة علي هلال 10 2,503 01-10-2012, 01:10 AM
آخر رد: علي هلال

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS