{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نظرية الإطار و استحالة الحوار .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #4
نظرية الإطار و استحالة الحوار .
اقتباس:عندما تصبح كل الأيام متشابهة فمعنى ذلك أن الناس كفوا عن ملاحظة الأشياء الطيبة ،و أن الشمس تعبر إلى سماء أخرى .
باولو كويللو- كاتب برازيلي
من المفيد أن نلقي مزيدا من الضوء على مفهوم الإطار الذي نرشحه كنظرية لتفسير صعوبة و ربما استحالة الحوار بين الثقافات المختلفة ،إن هذه الصعوبة بل ما يشبه الاستحالة التامة نعاينها بوضوح فيما يسمى بحوار الحضارات أو الثقافات . في هذه الحوارات يتصدى رجال الدين المسلمون لحوار الغربيين في مؤتمرات متعددة بدون جدوى ، و لكنهم لا يعترفون بذلك بل يعودون مدعين الظفر و يبشروننا أنهم يفحمون المفكرين الغربيين و يلقمونهم حجرا تلو حجر، دون حتى أن يدركوا أن منطقهم سيكون غير مفهوم لمن يفكر خلال تقاليد ثقافية مغايرة ، و أن هؤلاء الغربيين يفكرون خلال إطار مختلف و بمفاهيم و تصورات مغايرة تماما ، وكل ما يحاوله نظرائهم الغربيون هو البقاء على اتصال بالفكر الأصولي الإسلامي لتجنب خطره أو على الأقل التنبؤ بمخاطره .
بداية أشير إلى أننا ندين بالنتائج الهامة التي أفرزتها هذه النظرية ( الإطار) مثل النسبوية و عدم المقايسة للعالم ( بول فييرابند Feyerabend 1924-1994 ) . حسنا إن الإطار في معناه المباشر يتألف من نظرية سائدة يحيط بها ما يمكن أن نطلق عليه الاتجاهات العقلية mental attitudesالمتوافقة مع تلك النظرية السائدة ، وهذه الاتجاهات هي التي تحدد لنا طريقة النظر إلى العالم و طريقة الحياة ، وفي العمق يمكن أن نفكر في الإطار ليس بوصفه يتألف فقط من ( نظرية سائدة ) ،و لكنه أيضا و بشكل أهم يصبح كيانا سيكولوجيا و سوسيولوجيا و تبعا لهذا يمكن أن نرى الإطار بشكله الأشمل بمثابة رابطة قوية بين اتباعه المتحمسين ، كما هو الحال بين متبعي الأديان و المعتقدات السياسية و الإيديولوجية . و طبقا لهذا المفهوم ستكون المناقشة العقلية مستحيلة إذا كانت ستعبر الإطار و تتحدى مجاله ، و نحن نعبر عن هذه الظاهرة عندما نقول بعدم خضوع الإطار القديم و الجديد للمعايير نفسها (للمقايسة) أو ظاهرة اللامقايسة .
يمكننا أن نلخص هذا الموضوع بالتأكيد في مبدأ النسبوية و التعددية المنهجية و اللامقايسة بمعنى عدم قابلية النظريات العلمية المتتالية للمقارنة و الخضوع للمعايير نفسها و الحكم عليها بنفس المقاييس .فلكل نظرية دورها و سياقها و مجالها في تاريخ العلم ،و الحكم عليها يكون في إطار ظروفها و تحدياتها .
إن نتائج هذه النظرية ستكون بالغة الخطورة لأنها تقودنا إلى التقرير بأن الحوار بين الثقافات ( الأطر ) المختلفة مهمة مستحيلة تماما و بالتالي فإن التصادم أو المواجهة بين هذه الأطر هو قدر إغريقي لا يمكن تفاديه رغم إدراكه مقدما ، و هذا أيضا يفسر ولو جزئيا صحة التنبؤات التي تحدثت عن حتمية صراع الحضارات أو صراع الثقافات ،و بالرغم من الجهود النظرية و العملية التي بذلت لتفادي هذا الصراع إلا أنه تفجر بالفعل بين المجتمعات ذات الثقافة الإسلامية الدوجمائية و المجتمعات التي تنتمي للثقافة الغربية العلمانية البرجماتية .
منتديات الحوار .عندما نحاول تطبيق نظرية الإطار المطروحة على منتديات الحوار أيضا كدراسة حالة ، فسنجد أن أمامنا إطارين على الأقل يمكن توزيع المتحاورين بينهما ، الإطار الأول هو الإطار الديني الدوجمائي و الثاني هو الإطار العقلاني أو المنهجي . وهذا ليس ترجيحا لأحدهما على الآخر و لكنه تقرير لواقع . إن الإطار الديني يدور حول فكرة محورية الدين سواء بالقبول أو حتى بالرفض ، أي أن هناك ملحد مثلا ينتمي للإطار الديني !. فكل من يجعل الدين في بؤرة تفكيره ينتمي لهذا الإطار ،و بالتالي ستجد أن هذا الإطار يشمل حوالي 80 % من مرتادي المنتديات ، سواء من الإسلاميين المتحمسين أو الملحدين في هذا الإطار ، أما الإطار الآخر فيشمل كل من لا يرى الدين محورا فكريا بالأساس حتى لو كان مؤمنا بالخالق ، و يمكن وضع الغربيين مثلا في هذا الإطار فالمؤمن الذي ينتمي للحضارة الغربية هو لاديني حتى لو كان مؤمنا ، بمعنى أنه يقرأ الإيمان خلال ثقافة تحيل الدين إلى موضوع ذاتي نفعي لا يترتب عليه مسئوليات أو نتائج عملية ، وهناك قلة من المتحاورين يمكن إدراجهم في هذا الإطار ، هؤلاء الذين ينشئون على تقاليد فكرية وضعية عقلانية .
هكذا نجد أن الخلاف بين المتحاورين لا يقتصر على موقف سيكولوجي يرفض الاعتراف بالخطأ بعد تبينه ، ولكنه قد يمتد ليكون موقفا لا يدرك الرأي المخالف نهائيا بحكم القطيعة الثقافية ،وهذا ليس نادر الحدوث بل أكثر شيوعا مما نتصور ، خاصة عندما ينتمي طرفي الحوار إلى تقاليد و مناهج فكرية مختلفة .
للموضوع بقية .
الأخوة زياد و محارب النور .
شكرا على مساهمتكما و سيكون لي عودة .
06-21-2005, 04:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بواسطة بهجت - 06-21-2005, 04:18 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مشروع الحوار القروي فارس اللواء 5 969 09-24-2013, 09:03 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مخالفك في الحوار، بين المعتبروغض النظر: السيد مهدي الحسيني 3 994 02-09-2013, 09:35 PM
آخر رد: إسم مستعار
  الصراع conflict و نظرية المؤامرة conspiracy . بهجت 31 7,114 04-20-2012, 04:39 AM
آخر رد: بهجت
  نظرية ولاية الفقيه، ورأي علماء مدرسة أهل البيت فيها: السيد مهدي الحسيني 15 4,614 01-11-2012, 06:58 PM
آخر رد: السلام الروحي
  نظرية المؤامرة علي هلال 10 2,662 01-10-2012, 01:10 AM
آخر رد: علي هلال

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS