{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نظرية الإطار و استحالة الحوار .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #9
نظرية الإطار و استحالة الحوار .
[B]
اقتباس:الأشياء السهلة هي أغرب الأشياء ،و الحكماء وحدهم هم الذين يسعهم  إدراكها .
باولو كويللو- كاتب برازيلي.
السمات العامة للإطار الإسلامي .
عندما ننظر إلى الكون و إلى الخالق أو الإله وإلى أنفسنا داخل الإطار الديني سنجد أن النص الديني المصمت هو الفكر القائد و هو الذي يحدد و يهيمن على كافة الصياغات العقلية ،و لهذا يمكن أن نرى أن هذا الإطار في عمقه هو إطار نصي و نقلي استاتيكي و ليس إطارا عقلانيا ديناميكيا، و أهم خصائص الإطار الإسلامي كما أراه هي :
أولا : العقيدة الراسخة بمستويين في الوجود لا يختلطان ، هما الذات الإلهية الخالقة ،و عالم الكائنات المخلوقة ، فلا يعرف هذا الفكر نموذج وحدة الكون الهندية مثلا .
ثانيا : هذا يستتبعه النظر للإنسان ككائن خلقي مكلف ، كذلك أسبقية المبدأ الخلقي على التجارب الإنسانية ، و ثبات المعايير الأخلاقية .و طبعا غني عن البيان أن تلك العناصر مناقضة كلية للأطر الغربية المعاصرة التي ترى القوانين الأخلاقية وليدة الحياة الواقعية وأنها نسبية ، وهذه الحقيقة تعمل ضد تأصيل قيمة الحرية في البناء القيمي الإسلامي ، لأن هدف الأخلاق الدينية ليس الحرية أو أن تجعل البشر سعداء ، بل تجعلهم خائفين و مطيعين لقادة الدين .
ثالثا : ينشد العقل الديني الخلود قاهرا الفناء و الزمن ، فهو يؤمن بأن هناك جوهر خالد ( الروح ) تستعصي على الفناء ، و أن هناك حياة أخرى سرمدية في عالم الغيب و الشهادة. و ليست هذه النظرة هي ما يذهب إليها الفكر الغربي الذي لا يرى وجود أي شيء ثابت أو جوهر ،و أن الشيء ليس سوى مجموعة من الظواهر المحسوسة ، لهذا يقوم الفكر الغربي على النظرة العلمية الصارمة .
رابعا : بالتالي لا يحفل الإنسان الدينيhomo religious بالتاريخ لأنه متغير و العقلية الدينية تتسامى بطبيعتها على دنيا الحوادث المتغيرة، إن الثقافة الإسلامية تؤمن بوجود الذات الثابتة التي لا تتغير ، فهي تؤمن بالروح التي تتحرر من سجن الجسد و تعود إلى عالم البقاء السرمدي ، عالم بلا تاريخ ولا حوادث . إن الإطار الديني في نظرته ينشد الخلود عن طريق الخروج من العرض الزائل ، يريد أن يقهر الزمن و يقهر الفناء ،وهو يقهر الزمن بالخروج منه إلى اللازمني بطبيعته ، إلى ذاته التي يراها مختلفة عن مفردات وجوده ، لأنها جوهر خالص ( روح ) ، و يسعى حثيثا إلى حياة أخرى هي أيضا لا زمنية ، ولو لم تكن الحياة سوى تلك المتغيرات الفانية التي نراها في التاريخ و الوجود المحيط بنا لكان الكون في نظر الديني عبثا في عبث . إن هذه النظرة المتعالية على الواقع المادي هي التي صاغت رؤية الفكر الإسلامي للتاريخ ، فهو لا يحفل به بشكل عميق أو حقيقي ، ولو فعل لعده مجرد حكايات منعزلة يستمد منها الموعظة و تؤكد ما يعرفه مسبقا من قيم و معايير خلقية .
خامسا : لا يعترف الإطار الإسلامي بسيادة العقل و مضاء القانون الطبيعي ،و لكنه يؤمن بالحدس و الإلهام أيضا ،و أن القانون تكسره المعجزة و الكرامة . إن الإطار الديني يدعونا إلى الاعتقاد أن واجبنا هو التسليم المسبق بمجموعة من المعتقدات الغيبية لا تدعمها الشواهد المادية ، و بهذا ننكر كل الشواهد المادية التي تتعارض مع معتقداتنا ، وهذا الانحياز المبدئي هو بالطبيعة كابح للتفكير العلمي الحقيقي القائم على المنهج النقدي . من جانب آخر نجد أن العقل الديني لا يستسلم للواقع بقوانينه المطلقة فقط ،و لكنه يسعى دائما لتجاوز حتى القانون الطبيعي بالمعجزة التي يؤمن بها كشيء بديهي!.
سادسا: الدور المركزي الذي تلعبه اللغة العربية بأبنيتها المنطقية و البلاغية ، و نظرا لخضوع اللغة العربية -كلغة القرآن المقدس – للمعايير و الأقيسة الدينية التي ترفض التغيير فإنها غدت لغة متحفية بعيدة عن واقع الحياة اليومية الذي تعبر عنه اللغات المحكية ،و لكن تلك اللغات المحكية غير معترف بها –هي بعض من الإثم - و بالتالي فهي لغات عفوية لا تخضع للتأصيل المنهجي .
بينما تقدم لنا الثورات العلمية مجموعة متجددة من الأطر العقلانية ذات طبيعة هيومانية في جوهرها تجعل من الإنسان مركزا للكون ،وهي تتبنى نموذجا لكون ذي أبعاد متعددة لا يخضع لتصور عقلي بل فقط يمكن افتراض نماذجا عقلية ( باراديم ) لمحاكاة سلوكه ، هذا الإطار يعيد رؤية الإنسان كجزء من الطبيعة في صيرورة دائمة ،و أنه صانع قدره و لهذا فواجب الإنسان هو تطوير الأطر الأخلاقية و ليس فقط الخضوع لها ، و تنظر الأطر الغربية المتتالية إلى الإله عادة ليس كونه كائنا مستقلا ولكن للتعبير عن العقل أو التدبير الكامن في المادة فلا وجود لإله خارج المادة أو فوقها .
06-24-2005, 02:17 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بواسطة بهجت - 06-24-2005, 02:17 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مشروع الحوار القروي فارس اللواء 5 965 09-24-2013, 09:03 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مخالفك في الحوار، بين المعتبروغض النظر: السيد مهدي الحسيني 3 994 02-09-2013, 09:35 PM
آخر رد: إسم مستعار
  الصراع conflict و نظرية المؤامرة conspiracy . بهجت 31 7,114 04-20-2012, 04:39 AM
آخر رد: بهجت
  نظرية ولاية الفقيه، ورأي علماء مدرسة أهل البيت فيها: السيد مهدي الحسيني 15 4,612 01-11-2012, 06:58 PM
آخر رد: السلام الروحي
  نظرية المؤامرة علي هلال 10 2,661 01-10-2012, 01:10 AM
آخر رد: علي هلال

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS